الشاي هو مزاج الشعوب، وفي كل دولة يُصنع الشاي بطرق مختلفة، ففي صعيد مصر مثلًا يصنع الشاي "التقيل عشان يعدل المزاج" والشاميين يفضلون الشاي المنعنع، أما في بعض الدول الأخرى فيحبون الشاي الأخضر، ولكل دولة قصتها المختلفة مع الشاي، فما قصة الشاي نفسه، ومتى بدأ العالم بشرب الشاي.. تعالوا لنعرف.
أنواع الشاي الموجودة في العالم
قبل أن نبدأ بسرد قصة الشاي، يجب أن تعرف أن هناك 4 أنواع من الشاي بما في ذلك الشاي الأبيض والشاي الأخضر والشاي الصيني الاسود والشاي الاسود ، وجميع أنواع الشاي الأربعة مشتقة النبتة، وهي نبته كاميليا سينينسيس.
ينشأ الاختلاف بين هذه الأنواع من الشاي أثناء عملية الإنتاج، حيث تتأكسد بعض أنواع الشاي بينما يتم تجفيف البعض الآخر، وتؤدي هذه الاختلافات الطفيفة إلى اختلافات كبيرة في النكهة واللون.
أصل الشاي وتاريخ صنعه
الصين هي مسقط رأس الشاي الأسود، والذي يُطلق عليه في الصين، اسم هونغ تشا وهو الشاي الأخضر، ويمكن إرجاع تاريخها في الصين إلى أواخر عهد أسرة مينج، حوالي عام 1590، عندما تم إنتاج أول شاي أسود في العالم.
وحتى هذه الفترة كان الشاي الأخضر هو الشاي الوحيد المستهلك في الصين، وهو شاي غير متأكسد أي أنه لم يتعرض لكثير من أشعة الشمس.
متى بدأت حكاية الشاي الأحمر؟
تقول الحكاية أنه بينما دخل جيش عابر مقاطعة فوجيان التي كان ينتج فيها الشاي، قرروا الاحتماء في مصنع شاي قريب، وأدى هذا إلى توقف الإنتاج في مصنع الشاي، وتُركت الأوراق في الشمس، ما تسبب في أكسدتها وتحول لون الأوراق الخضراء إلى السواد، وبالتالي صنع شاي Lapsang Souchong، أول شاي أسود عرفه العالم.
ذاع صيت الشاي الأسود، ولطالما كان مادة تجارية، حتى أن الطوب المضغوط من الشاي الأسود كان بمثابة شكل من أشكال العملة الفعلية في منغوليا والتبت وسيبيريا.
الشاي في أوروبا وباقي العالم
وقد جلب الهولنديون الشاي لأول مرة إلى أوروبا في عام 1610، ووصل إلى إنجلترا عام 1658، ثم ارتفعت شعبيته في مستعمرات إنجلترا الأمريكية طوال القرن الثامن عشر، ,شهد الطلب على الشاي قفزات هائلة في القرن الثامن عشر.
تفوق الشاي الأسود على الشاي الأخضر في عشرينيات القرن الثامن عشر عندما أضيف السكر والحليب إلى الشاي، وهي ممارسة لم تتم في الصين ومن وقتها بدأت قصة الشاي تنتشر في العالم كله.