نسمع في الغالب عن رُهاب أو "فوبيا" البعض من تفاصيل شائعة
كالمرتفعات، أو ركوب الطائرات، أو الألعاب الترفيهية الصعبة، وربما أيضًا الأماكن
المغلقة المظلمة، لكن هل سمعت يومًا عن طفل يخاف أكلة معينة؟، هل كنت تعلم أصلا قبل
قراءتك لهذا التقرير أن هناك ما يدعى رُهاب الطعام؟!، في "Food Today" ستعرفين إن كنتِ أمًا أنه
لا داعي لأن تقاتلي من أجل إطعام طفلك، وأنه قد يكون يخشى شيئًا معينًا فيه، تعرفي في
هذا التقرير أسباب رهاب الطعام لدى الأطفال، ولا تجبرين طفلك من اليوم على تناول
أكله مهما كان.
ليه الأطفال بتخاف من الأكل؟
الخوف من الطعام له أسباب عديدة ـ كما يفسره المتخصصون في مجالي التغذية
والطب النفسي، وهناك حالات شديدة التعقيد ترفض الاستجابة سريعاً للشفاء من هذا
الخوف، ولا تُعالج إلا بعد جلسات "العلاج الحواري"، التي تحتاج لوقت
طويل. وحسبما أوضح دكتور هاني أبو النجا، استشاري التغذية والصحة، في إحدى لقاءاته التليفزيونية
الأخيرة، أن السلوكيات الخاطئة والوسواس
الداخلي في ذهن المصاب تجعله خائفاً من الطعام، أما الأطفال الذين يعانون من الرهاب فهم غير
قادرين على التواصل والتعبير عما يمرون به، والأهم من ذلك، أن الآباء لا يعلمونهم كيفية
القيام بذلك، وغالباً ما يتفاعلون مع ذلك بإحباط، أو بإجبارهم على الأكل، أو
تعنيفهم للرفض.
كيف يمكن أن يؤثر الخوف من الطعام على الطفل؟
غالبًا لا يشرب الأطفال الذين يعانون من هذا المرض بالشكل الطبيعي، ولا
يأكلون ما يكفي، وقد يعانون نتيجة لذلك من نقص التغذية والمشاكل الصحية، وبالتالي سيحتاجون إلى مكملات غذائية للحفاظ على صحتهم؛ يرفض بعض الأطفال وحتى المراهقين
تناول الأطعمة الصلبة، فيعانون من العزلة نتيجة لذلك، ويبدأ التبول في الفراش
والكوابيس ورفض النوم بمفردهم، وغير ذلك من المشكلات السلوكية في الظهور.
الأدوية لا تجدي نفعًا
مع تكرار أعراض الإعياء والهزلان، وبعد تغيير في السلوكيات، قد تلجأ أمهات
لعلاج الأمر بالأدوية، إلا أنها تعالج الأعراض فقط، لكن من المؤكد أن لها آثارًا جانبية غير مرغوب فيها، فقد أشارت دراسة حديثة في الولايات المتحدة إلى أن 90٪ من
الأطفال الذين يتناولون أدوية لمشاكل سلوكية لا يحتاجون إليها على الإطلاق!، حتى في
الحالات التي يكون فيها الدواء ضروريًا، فإنه لن يعالج هذه الفوبيا، لذلك يمكن
لاختصاصي الصحة النفسية فقط مساعدة الطفل الذي يظهر عليه أعراض رهاب "الشيبوفوبيا"
أو الخوف من الطعام.
أكل الاستيكة أغرب الأعراض مع الأطفال
أوضح د.أبو النجا، أن الأطفال أكثر عرضة لرهاب الطعام عن المراهقين، وغالبًا
ما تكون أعمارهم من 3 إلى 6 سنوات أو أقل من ذلك أحيانًا، ويخافون من الأكل لعدة
أسباب أهمها الملل من تكرار تناول طعام معين، وكراهية الأكل الذي سبب له الأذى قبل
ذلك، مشيرًا إلى أن هناك فئات أخرى من
الأطفال تأكل أشياء غريبة مثل "أستيكة" أو "جير"، ويبتعدون عن
الطعام مقابل ذلك وهؤلاء غالبًا ما يكون عندهم نقص في الكالسيوم ويعانون كذلك من رهاب
الطعام.
دعه يمسك الأكل بيده
في رهاب الطعام، يرفض الطفل الأطعمة الجديدة وغير المألوفة، يظهر هذا
الرهاب لأول مرة عند الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و24 شهرًا لاعتقادهم أن
الأطعمة ضارة، وتعتبر المجموعات الغذائية الأكثر كرهًا في هذا السن هي منتجات
الألبان والحبوب والبقول واللحوم والأسماك والخضروات والفواكه، وابتعادهم عن تلك
المجموعة سيقيد الخيارات الغذائية ويمكن أن يؤدي إلى نقص التغذية إذا لم يتم
التدخل بشكل صحي، وفي هذه الحالة ينصح الأطباء النفسيين بضرورة الاستعانة بشخصية
خارقة في مخيلة الطفل، تتناول من هذه الأطعمة، وأن نتركهم يلمسون الطعام بأيدهم، حيث
أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يُسمح لهم بلمس طعامهم واللعب به هم أقل عرضة
للإصابة بمرض الخوف من الطعام، والأهم من ذلك كأحد أهم طرق العلاج، اسمحوا لأطفالكم بتناول الكمية التي يختارونها لأنهم يدركون وقت
الشبع، وحتى يثقون ألا
شيء في الأكل مؤذي ولا مخيف.