اعرف إزاي بيعملوا «نبوت الغفير» عند أقدم مصنع للعسلية في السيدة زينب

تشتهر مصر في صناعة العسلية، وإذا كنت من جيل التسعينات أو الثمانيات فأنت حتمًا تعرف "الندغة" أو نبوت الغفير الذي كان الرجل يصنعها ويقطعها أمامك، وهي عبارة عن عسلية يدوية الصنع، وهي صناعة عتيقة قد أوشكت على الانقراض، ويحكي علاء الذي ورث المهنة عن والده وأجداده كيفية صنع الندغة أو العسلية اليدوية.

في حي السيد زينب في ميدان أحمد بن طولون، سوف تشتم هناك رائحة التاريخ، ورائحة العسل الأسود المحترق جراء صنع العسلية في معمل الحاج محمود يوسف، وهو المعمل الوحيد الموجود بالمنطقة لا يزال يحافظ على الطريقة القديمة في صنع العسلية التي عرفت قديمًا باسم النداغة ونبوت الغفير.

يقف الشاب علاء  محمود يوسف المعروف باسم علاء عسلية في معمل أجداده يمد العسل الأسود ويفرده لتصنيع العسلية، ويحكي عن تاريخ المهنة ويقول بإنه قد ورث المهنة عن والده، مهنة صناعة العسلية على المسمار، وهي الطريقة البدائية والقديمة في صنعها باستخدام العسل الأسود فقط، قبل اختراع ماكينة صنعها والمواد الحافظة المختلفة التي توضع إليها. 

ويسرد علاء مراحل صنع العسلية يدويًا ويقول أولًا يتم وضع العسل الأسود في وعاء كبير على النار، ثم يقلب جيدًا حتى تمام الغليان،  ثم يقوم الشاب علاء بتركيب ريشة ماتور لتقليب العسل حتى يتكاثف القوام ويتغير لونها للون أغمق وبعدها يقوم بوضعها على رخامه مدهونة بالنشا أو السمن حتى لا يلتصق العسل كما أن السمن يعطي العسلية مذاق خاص مميز.

وفي المرحلة التالية وهي مرحلة مهمة في صنع العسلية وهي تقليبها على الرخامة حتى يصبح كالعجين المتماسك.

وتأتي المرحلة الأخرى في صنع العسلية وهي وضعها على طرف مسمار مثبت في الحائط للتحكم فيها وفردها بحرية، ويقوم الصانع بفرد العسلية وضرب العجين وسحبها بالطول وإعادة لفها بانتظام حتى يتحول لونها للون الذهبي المميز للعسلية، وكل هذا يجب أن يتم بسرعة ومهارة حتى لا تجف ويصعب التحكم فيها.

ويقول علاء صاحب أقدم مصنع تصنيع العسلية في القاهرة القديمة بأن عائلته تعمل في هذه المهنة منذ عام 1950 بنفس الطريقة والآلية يدويًا.