«الكاجو» مش بس مكسرات.. لازم تجربه «صلصلة الشاهي كورما» وخلي بالك من القشرة فيها «سموم»

A A A
ثمرة الكاجو قبل قطفها من الشجرة


أنت بالتأكيد واحد من هؤلاء الذين سيذهبون إلى "المقلة" بعد صلاة العيد، لتشتري ما لذ وطاب من التسالي والمكسرات ما يضفي على أول أيام العيد بهجة أمام مسرحية العيال كبرت أو مدرسة المشاغبين أو ريا وسكينة. وربما تشتري اللب والسوداني باعتبارهما الأشهر والأرخص "عشان نكون واضحين"، لكن قد تكون ممن لا يخافون الصرف أو "الاستخسار" أمام جمال ولذة طعم "الكاجو"، أحد ملوك التسالي بعد اللوز والفسدق، وأغلاهم أيضًا، كل التسالي في "كوم" وهو في "كوم آخر" لا تشعر بالكمية التي تأكلها منها إلا عند انتهائها.

لكن ماذا تعلم عن الكاجو؟..هو من المكسرات التي لا تشكو إن وضعوها محمصة مع السكر على الأرز، أو لتزيين الحلويات، حتى لو أكلتها كما هي بقرمشتها وملحها الخفيف الحلو، فهل كنت تعلم مثلا أنه ينمو على شجرة؟..تعالى نحكيلك في Food Today عن أقرب تسالي لقلوب المصرين.

فيها سموم.. غرائب وعجائب نبتة الكاجو
واحدة من غرائب نبتة "الكاجو" التي وقع الجميع في غرامها منذ زمن، هو أنه أصلا ينمو على شجرة صغيرة الحجم أوراقها عريضة وطويلة وتنبت مرة واحدة في السنة، فكانوا يسمونها فاكهة السنة، ولونها يميل إلى البرتقالي وحلوة المذاق.


 وينمو "الكاجو" قبل التفاحة أو الثمرة الأم التي تنتجها الشجرة والمعروفة بـ"تفاحة الكاجو" أو  (cashew apple)، كما أن القشرة الخارجية التي تحمي نواة الكاجو تحتوي على الكثير من السموم الضارة أو الزيوت التي تسبب الحساسية، والتي يستخدمها الناس حاليا لاستخراج الزيوت التي تستخدم في مكابح السيارات والآليات، لذا يقشر الكاجو وتنعم حبته جيدا بعد جمعها.

أول مكان ظهرت فيه أشجار الكاجو؟
يتدرج الاسم الإنجليزي المستخدم حاليا للكاجو (cashew) من الاسم البرتغالي الذي أطلق على النبتة "كاجو" (caju)، التي تنتمي إلى مجموعة لغات معروفة كان يتكلمها قديمًا بعض سكان أميركا الجنوبية، وبشكل خاص البرازيل، التي استعمرها البرتغاليون.


وحسب ما نشر عن أصول الكاجو، فإنها تعود كما يبدو إلى أميريكا الجنوبية والبرازيل، وبالتحديد المناطق الشرقية، وقد قام البرتغاليون الذين استعمروا البرازيل كما ذكرنا - وكما هو الحال مع القهوة والشاي - بنقله إلى مستعمراتهم في القارة الآسيوية بين عامي 1560 و1565، وبشكل خاص إلى إحدى المستعمرات المعروفة في الهند، وساهم الأسبان أيضا لاحقا بنشره في مستعمراتهم الآسيوية، وكانت الفلبين على رأس هذه المستعمرات، ومن هناك انتشر الكاجو لجميع أنحاء الهند وجنوب شرقي آسيا، ومعظم أنحاء القارة قبل أن يصل إلى أفريقيا.

الهند أكبر مساحة تزرع الكاجو وتصدره
تشير المعلومات المتوفرة، إلى أن استغلال محاصيل الكاجو على نطاق تجاري واسع لم يتم إلا في الستينات من القرن الماضي كما هو الحال مع التفاح وغيره من الثمار،  إلا أن أهميته للهند بالتحديد يرجع إلى أنها تملك أكبر مساحة لزراعته في العالم، على الرغم من أن فيتنام أكبر المنتجين لها ويليها نيجيريا والبرازيل.


 وتنتج الهند وفيتنام ونيجيريا والبرازيل مجتمعة 90% من الكاجو سنويا على مستوى العالم، فيما تصدر الهند حاليا الكاجو إلى الولايات المتحدة والدول العربية وخصوصا دول الخليج، واليابان وفرنسا وأستراليا وألمانيا وكندا وإسبانيا وإيطاليا وسنغافورة وهولندا.

أكبر شجرة كاجو عمرها 1000 عام
في سنة 1994، أضاف كتاب جينيس للأرقام القياسية رقم خاص بأكبر شجرة كاجو في العالم، ونال هذا الرقم القياسي لشجرة يطلق عليها إسم Maior Cajueiro do Mondo وتقع في Natal بالبرازيل، وقد كان نمو هذه الشجرة نتيجة اندماج نوعين من الأنسجة الجينية والتي سمحت لها بالتوسع عرضيا عوضا عن التوسع الطولي الطبيعي للأشجار، حيث تغطي مساحة 1.8 فدان، أو ما يقرب من 70 ضعف شجرة الكاجو العادية، ويُعتقد أن عمرها نحو 1000 سنة. 

مش بس مكسرات.. هناك استخدامات أخرى للكاجو
لا يستعمل الكاجو فقط كمكسرات كما هو الشائع، بل يستخدم أحيانًا مع الشوكولاته في الدول الأوروبية، غير أنه جزءا لا يتجزأ من المطبخ التايلاندي والصيني والهندي، فعادة ما تصنع منه شعوب هذه الدول مسحوقا خاصا لصناعة وتحضير الصلصة، كصلصة "الشاهي كورما"، كما يستخدمه الهنود مع الحلوى أيضا وفوق السلطات، ومع بعض أنواع الكاري، وأحيانا في صناعة الجبنة المنزلية، أما في ماليزيا، يستخدمون أوراقه للمضغ ولتحضير السلطة خضراء.

هل الكاجو مفيد للجسم؟
كشف الموقع الطبى الأمريكى "Health Food Star"، المتخصص فى فوائد الأغذية والعلاجات الطبيعية عن فوائد مذهلة للكاجو تجعله يتربع على عرش المكسرات، منها :
1- يتميز بخصائص مطهرة ومضادة للجراثيم، بحيث يكون جيدًا ضد نزلات البرد و الالتهابات البكتيرية.


2- يحتوى على فيتامينات ومواد غذائية تقلل من التهابات الجهاز الهضمي العلوي.


3- يعالج قرحة المعدة.


4- يعالج مشاكل اضطراب التمثيل الغذائي.


5- يقلل مستويات الكوليسترول ويمنع حدوث تجلط الدم.

خد بالك من أضراره
ومع تلك الفوائد وحبنا للكاجو، وبصرف النظر أن سعره "كدة كدة غالي" ولن نشتري منه الكثير، فإن الكاجو يحتوي على نسب عالية من السعرات الحرارية، لذلك يجب توخى الحذر جدا من استهلاكه، وخاصة إذا كان لديك حساسية تجاه الطعام، لذلك يجب أن لا تستهلك أكثر من 30-50 جراماً منه، حيث أشار الباحثون إلى أن استهلاك كمية أكثر من 50 جرامًا في المرة قد يسبب التورم والطفح الجلدي والإحمرار.

شجرة الكاجو

ثمرة الكاجو على الشجر

بعد تقشيره وطحنه

All rights reserved. food today eg © 2022