الخشاف وأصل الكلمة

متى أصبح الخشاف طبق الحلو الرسمي في رمضان؟

A A A
أطباق من الخشاف
في رمضان لا تخلو مائدة منه، على الإفطار تجده الطبق الأهم قبل المشروبات، حتى أن المصريين من قدسيته صنعوا له طقم أطباق مخصوص اسموه على اسمه "طقم الخشاف"، فكان مكونًا أساسيًا في جهاز أي عروسة لبيتها الجديد، الخشاف أحد الأطباق التي ارتبطت في أذهاننا بشهر رمضان الكريم، تجده معتزًا بنفسه بقطع الفواكه المجففة فيه من التين والمشمش والزبيب والقراصية، ومضافًا إليه قمر الدين والبلح، قد تتخلى الطبقة الإجتماعية الأقل دخلًا عن بعض مكوناته، وتكتفي البلح المبلل بقمر الدين، لكن لا تستغني أسرة مصرية عن الخشاف، ولكن ما أصله ولماذا عرفناه بهذا الأسم؟، تفاصيل كثيرة تتعرفون عليها في "Food Today" عن هذا الطبق الرمضاني الأصيل.

"الخشيفاتى" بائع الخُشاف
 مكونات الخشاف المصري
 
بحسب كتاب "شهر رمضان فى الجاهلية والإسلام" للكتاب أحمد المنزلاوى، فإن كلمة الخشاف هى كلمة تركية أو فارسية، ولكنه مزيج من حضارات بلدان قريبة جغرافيًا من بعضها، فكلمة "خشاف" في اللغة التركية تعني التمر المنقوع، وفي الفارسية تنطق "خوش آب" وتعنى الشراب الحلو أو العصير، وبحسب كتيب "دمشق، أقدم عاصمة فى العالم"، فإن الخشاف ظهر فى العصر العثمانى، وكان يطلق على من يبيع الخشاف لقب "الخشيفاتى" وكانت هناك أسواق مشهورة بها كسوق باب الجابية بدمشق، أما كلمة "الياميش" فهي مصرية الأصل تعود للعصر الفاطمي، وتعني الفاكهة المجففة.

الوجبة الرسمية عند سماع أذان المغرب

 خشاف بعصير قمر الدين
نقل المصريون عن العثمانيين طريقة إعداد الخشاف، حتى بات المشروب الرسمى لشهر رمضان في مصر، وبالتحديد عند حلول آذان المغرب، فقد كان البعض يفضلون تناول مشروب الخشاف أولًا قبل التوجه لقيام الصلاة ثم العودة للبدء فى وجبة الإفطار الأساسية، فالمكونات التي يحويها هذا الطبق العظيم مليئة بكم من الفوائد والعناصر الغذائية التي من شأنها إعطاء الجسم الطاقة الكافيه لكسر إفطاره مؤقتًا.

تطور مكوناته من نقع التمر إلى أغلى قطع الياميش

 يشرب البعض الخشاف باللبن
معظم مكونات الخشاف الحالية لم يعرفها المصريون منذ القدم، فشهد الطبق تطورًا بمرور الزمن، كان في البداية مقتصراً على نقع التمر والزبيب وإضافة اللبن عليه، ثم أضيفت له بعد ذلك، مكونات أخرى أغلى ثمناً نتيجة ازدهار التجارة بين مصر والشام منذ العصر المملوكي، حيث لم تكن الفواكه المنتجة محلياً في مصر تكفي للتجفيف وبعضها لم يكن يصلح، فكنا نستوردها.

قمر الدين السوري يكسب

 سعر لفة قمر الدين السوري أغلى
وحتى اليوم؛ تعتبر سوريا المورّد الرئيسي لهذه الفواكه المجففة إلى مصر، لكن الحرب الأهلية التي تحدث هناك طوال والقت،  انعكست على كم الإنتاج الزراعي والصناعي هناك وأضر بهما، فقل وجودوها في السوق المصرية وأدى بطبيعة الحال إلى ارتفاع أسعارها، فلن تجد قمر الدين السوري، بسعر لفة قمر الدين من اي بلد أخرى، السوري دائما ما كان أغلى وأطعم. وكذلك القراصية والتين.

ومن أتى بالبلح والياميش لروض الفرج؟

 ياميش رمضان في أسواق ساحل روض الفرج
عرف المصريون شراء ياميش رمضان خلال عهد الدولة الفاطمية فى الفترة 365 - 567 هـ، والتى حكمت مصر لمدة قرنين متواصلين، وكانت وكالة "قوصون بشارع باب النصر" أشهر أسواق بيع الياميش فى مصر خلال القرن الثامن الهجرى، يأتى إليها التجار من الشام ومعهم بضاعتهم، لبيعها قبل حلول الشهر الكريم، وحسب المؤرخين، انتقل سوق الياميش فى القرن التاسع الهجرى إلى الجمالية ومنه إلى وكالة البلح ببولاق أبو العلا، ثم  آخيرا استقر منذ سنوات في ساحل روض الفرج.

All rights reserved. food today eg © 2022