من أبلة نظيرة للسوشيال ميديا.. القصة الكاملة لتطور برامج الطهي في مصر

A A A
كيف بدأت برامج الطبخ في التليفزيون؟

في التسعينات وما قبل ذلك، وحتى منتصف الألفينيات، لم نكن نعرف عن برامج الطبخ، أكثر من فقرة طبق اليوم، وكتاب للمطالعة في المدارس وقتها، بدأت الحكاية من أبلة نظرة، كتاب ثم فقرة إذاعية مع الإذاعية الراحلة صفية المهندس، ثم باب للقراء بمجلة حواء، لكن من حول الطبخة من وصفات مكتوبة في كتاب، إلى برامج على محطات تلف العالم وتتحكم فيها نسب المشاهدات ؟ وكيف صار أصحابها نجومًا؟
في Food Today نأخذك في جولة عن أصل الحكاية ومنذ متى بدأت برامج الطهي في مصر، وعن اللحظة التي جائت فيها أمي بالورقة والقلم وكتبت ست الكل؟

أبلة نظيرة الأولى بجدارة
















في أربعينات القرن الماضي، أعلنت وزارة المعارف عن مسابقة لتأليف كتاب في الطهي، لاعتماده كمنهجٍ دراسي للفتيات، ليصدر أول كتاب طبخٍ عربي مكون من 800 صفحة، باسم “أصول الطهي”، كتبه كلٍ من بهية عثمان، ونظيرة نيقولا، فذاع صيته، وطبع منه 12 نسخة، وتحول لنسخة تجارية متداولة، بدلًا من هدف تدوينه الأساسي ككتاب مدرسي، ما دفع وزارة المعارف لإزالته من المنهج.
حكي الكاتب عمر طاهر في كتابه "صنايعية مصر" أن اهتمام السيدات الباحثات عن التغيير في وصفات الأكل التقليدية والمعتادة، جعلهم يحولون أبلة نظيرة لـ”صنايعية طبخ”، وعُرف الكتاب باسمها دون بهية عثمان، نظرًا لأن الإذاعية الكبيرة صفية المهندس صاحبة أشهر برنامج عائلي في تاريخ مصر كلها "إلى ربات البيوت"  طلبت منها وقتها أن تشارك بتقديم فقرة صباحية يومية في البرنامج، نجحت نجاحًا كبيرًا ثم فتحت لها مجلة "حواء" أشهر المجلات النسائية وقتها الباب لاستكمال رسالتها المكتوبة والتي تفرع عنها العديد من الكتب التي تحمل اسم أبلة نظيرة منفردًا.

سنة أولى رمضان في التليفزيون











سنوات من ظهور "أبلة نظيرة"، والشعبية الكبيرة التي حققتها في الإذاعة، خصص التلفزيون المصري، في أول خريطة رمضانية له بعد افتتاحه، بتاريخ 17 فبراير 1961، 15 دقيقة لأول برنامج طبخ تلفزيوني في مصر "طبق اليوم"، الذي كان يذاع في تمام الساعة 2:15 ظهرًا.  الوقت الذي كانت تسترح فيه ربات البيوت وتجلس لتتابع ماذا يقدم التليفزيون لهم اليوم.
ومن وقتها ظلت برامج الطبخ في التلفزيون المصري، متعلقة فقط بشهر رمضان الكريم، ولكن بشكل غير متخصص، ولم يكن أكثر من مقادير مكتوبة على الشاشة لـست البيت، تقرأ المذيعة طريقة تحضير الأكلة من خلالها، من باب تزويد ربات البيوت بأفكار جديدة على المائدة الرمضانية.

أول سيدة تطبخ على الشاشة

 

استمر الشكل التقليدي لتقديم طبق اليوم حتى أوائل التسعينيات، حين ظهرت للمرة الأولى منى عامر على القناة الثانية، لتقدم أول برنامج للطبخ في تاريخ التلفزيون المصري، استمر 10 سنوات من النجاح المتواصل، لن تجد سيدة في الشارع من يومها لا تعرف منى عامر، فقد كانت أول من سيدة تطبخ على الشاشة.
ومن "صحي ومفيد"، ثم "دايمًا عامر.. مع منى عامر" 10 سنوات من النجاح بلا منافس، لتظهر بعدها مرحلة جديدة لبرامج الطبخ، وهي تخصيص ساعة أو على الأقل نصف ساعة للطبخ في الخريطة الثابتة للقنوات.

اسطورة الطبخ في العالم العربي

الشيف أسامة السيد

وإذا كانت منى عامر عُرفت وقتها أنها رائدة برامج الطبخ في مصر، فقد ظهر في أوائل الألفينيات الشيف أسامة السيد، الذي ذاع صيته في الأوساط العربية، خصوصًا بعدما قلدت المحطات العربية نجاحات برامج الطهي كلًا على طريقته. فكان برنامج "مع أسامة أطيب" وقتها على تلفزيون "دبي" واحدًا من أهم برامج الطهي في العالم العربي، حتى إنه استمر لمدة 9 سنوات، قبل أن يتوقف في مارس 2013 بإعلانه مغادرة القناة.

شريف مدكور كلمة السر



في تلك الفترة لم يكن التلفزيون المصري غائبًا عن المشهد، فقد نافس، بالبرنامج الشهير "من كل بلد أكلة" الذي قدمه الإعلامي شريف مدكور على شاشة النيل للأسرة والطفل وقتها في 2004، الذي كان انطلاقة اثنين من أشهر شيفات الوقت الراهن: الشيف الشربيني، والشيف حسن، وقد حققت فكرة المذيع الذي يحاور الشيف وهو يطبخ نجاحًا واسعًا وجماهيرية كبيرة،  كان شريف مدكور صاحبها الأهم على الأطلاق، واستمرت فكرته قرابة الـ، 7 سنوات من تقديمه، حتى أصبح كل اسم منهما نجمًا يُطلب في برامج مستقلة، وظلت دائمًا كلمة السر شريف مدكور.

الشيف النجم



بعدما أصبح للشيف الشربيني جمهور بجملته الشهيرة "ورقة وقلم واكتبي معايا ياست الكل" وكذلك الشيف "حسن" بالإيفيه اشهر "ياتكاتك ياحركاتك" ساهمت منافسة القنوات الخاصة على التعاقد معهما ومع غيرهما، من شيفات آخرين، لتقديم برامج الطبخ على شاشتها، فتحويل الشيف من طاهي إلى نجم، فنافست قناة الحياة مع بداية انطلاقتها بثلاثة شيفات حسن كمال -الذي انتقل بعدها إلى MBC - ويسري خميس، والأشهر الشيف الشربيني الذي انتقل مع أسامة السيد بعد ذلك لأول قناة مصرية متخصصة في الطبخ "CBC سفرة"

برامج المسابقات تكسب


أما قناة "النهار" فقد غارت من التجربة ودخلت المنافسة، فقدمت عدة برامج طبخ لكنها خرجت عن المألوف بتجميع 5 شيفات، علاء الشربيني، مقدم برنامج "لقمة هنية" عليها، وأنيسة حلو، ومنى الموصلي، واللبنانية الأمريكية بيتاني كيهدي، كأعضاء لجنة تحكيم النسخة العربية من أكبر برنامج مسابقات للطهو على مستوى العالم The Taste، حيث يختار كل شيف مجموعة من الهواه في فريقه، ويتنافس المتسابقون على اللقب والجائزة المالية الكبرى المقدمة من القناة، فكانت نقلة آخرى في مراحل برامج الطبخ وتطورها في مصر بل والعالم العربي. برامج المسابقات.

نجوم الفن في المطبخ مع حسين الإمام

النجم حسين الإمام

المنافسة أصبحت أكثر قوة، وكل مجموعة فضائية تفكر كيف تسرق الجمهور إليها، فتأتي قناة مثل "أوربيت" وهي التي كانت دائما مشفرة، لتغرد خارج الصندوق، فتتعاقد مع الراحل حسين الأمام المحب للطبخ، والذي كان قد اشتهر في رمضان وقتها ببرنامج الكاميرا الخفية مع أصدقائه النجوم، ليشارك الإعلامي عمرو أديب والإعلامية نرفانا إدريس تقديم حلقات "القاهرة اليوم"، فيطبخ لضيوف البرنامج طبخة، يأكلونها في نهاية الحلقة.

 

برنامج طبق النجوم

لم تكن تلك المرة الأولى التي يختلط فيهاا الفن بالمطبخ، من قبل ذلك بفترة وتحديدًا في نهاية التسعينات واستمرت لسنوات طويلة وإلى الآن، كان هناك فكرة مشابهة، تُقدم في رمضان فقط على قناة art، وهي "طبق النجوم" حيث يظهر 30 نجمًا، كل منهم يطهو الطبق الذي يتقنه إلى جانب محاورته من نجم ثابت في الموسم، كأحد المواسم التي قدمها على سبيل المثال وحيد سيف.

 

CBC سفرة الأولى في الطبخ

 

 

عام 2013 انطلقت CBC سفرة في أول محاولة لتمصير قنوات الطبخ المتخصصة، بـ"خفة دم مصرية"، ظهرت بوضوح في اختيار أسماء البرامج مثل  برامج "شبكة وصنارة" المتخصص في الأكلات البحرية، "ساندوتش وحاجة ساقعة" للمأكولات السريعة، و"زعفران وفانيلا"، و"الأكيل" لمراد مكرم، و"على قد الإيد" لنجلاء الشرشابي.


وبسبب نجاح cbc سفرة، طلت علينا بعدها  قناة "بانوراما فوود"، عام 2015، بنخبة مختلفة من نجوم الطبخ الذين عُرفوا أغلبهم من السوشيال ميديا، بعدما صار سهلا أن يخرج أي فرد في live من بيته يقدم فيه ما يحلو له، حتى لو كانت طريقة عمل أي أكلة، وكلما زاد عدد المتابعين بالملاييين كلما زاد الطلب عليه ليصبح نجمًا تليفزيونيا، أو شيف بدرجة مذيع.

All rights reserved. food today eg © 2022