بين قائمة الطعام وسوء المعاملة.. لماذا أصبحت خدمة العملاء في المطاعم أزمة حقيقية؟

A A A
الاستقبال في المطعم
عندما يقرر شخص الخروج لتناول الطعام في مطعم، فإنه يبحث عن تجربة متكاملة لا تقتصر على جودة الأكل فقط، بل تمتد لتشمل حسن الاستقبال والخدمة الراقية. ولكن في الآونة الأخيرة، أصبح الكثيرون يواجهون تجارب غير مرضية بسبب سوء خدمة العملاء، وهو ما يُعد أزمة حقيقية تهدد سمعة المطاعم وتجعل العميل يندم على اختياره.


تتجسد الأزمة منذ اللحظة الأولى لدخول العميل إلى المطعم. فبدلاً من الاستقبال الدافئ والابتسامة، يواجه الكثيرون نظرات باردة أو إهمالًا من فريق العمل، مما يترك انطباعًا سلبيًا يصعب محوه. هذا الاستقبال السيء قد يليه تجاهل لطلبات العميل، أو أخطاء متكررة في الطلب، أو بطء في الخدمة.

التعامل مع الشكاوى

تزداد الأزمة سوءًا عند محاولة العميل تقديم شكوى. فبدلاً من الاعتذار وتقديم الحل، يواجه العميل غالبًا إنكارًا للمشكلة أو تحميله المسؤولية. هذا التعامل غير المهني يفقد العميل الثقة في إدارة المطعم، ويجعله يشعر بالظلم والإحباط. وقد يصل الأمر إلى حد المواجهة اللفظية، التي تنهي أي فرصة لإصلاح الموقف.

الأسباب وراء الأزمة

هناك عدة أسباب وراء تدهور خدمة العملاء. أولها هو عدم تدريب فريق العمل بشكل كافٍ على مهارات التواصل وحل المشكلات. ففي الكثير من الأحيان، يكون فريق العمل غير مؤهل للتعامل مع المواقف الصعبة، مما يدفعه إلى اتخاذ ردود فعل عشوائية وغير مهنية.
ثانيًا، هو غياب ثقافة "العميل أولاً" لدى بعض أصحاب المطاعم. فالتركيز على تحقيق الأرباح فقط، دون الاهتمام بتجربة العميل، يؤدي إلى تدهور مستوى الخدمة بشكل عام.


إن خدمة العملاء هي العمود الفقري لأي مطعم. فمهما كانت جودة الطعام عالية، فإن تجربة العميل السلبية ستظل عالقة في ذهنه، وستجعله يتردد كثيرًا قبل العودة. على أصحاب المطاعم أن يدركوا أن الاستثمار في تدريب فريق العمل، وتقديم تجربة إنسانية راقية، هو أفضل استثمار يمكنهم القيام به لضمان ولاء العملاء ونجاح أعمالهم.

All rights reserved. food today eg © 2022