A
A
A
توسع النفوذ الخليجي في الزراعة.. "ناس" الإماراتية ترفع عرض شراء سماد مصر لـ 102 جنيه
في تصعيد لافت يعكس إصرار المستثمر الخليجي على التوسع في القطاع الزراعي المصري، رفعت شركة ناس للاستثمارات الإماراتية عرضها النقدي لشراء أسهم شركة "سماد مصر – إيجيفرت" من 95 جنيهًا إلى 102 جنيهًا للسهم الواحد، بحسب ما أعلنت هيئة الرقابة المالية المصرية.
الصفقة تستهدف الاستحواذ على 5.2 مليون سهم، وهي الحصة المكملة للوصول إلى 90% من رأس المال، في تحرك يعزز سيطرة الشركة الإماراتية على واحدة من أقدم شركات إنتاج وتسويق الأسمدة في مصر.
قراءة في دوافع "ناس"
التحرك الإماراتي ليس مجرد توسع مالي، بل يعكس استراتيجية واضحة لتعزيز الحضور في سلاسل القيمة الزراعية المصرية، والتي باتت هدفًا استثماريًا في ضوء ما توفره من فرص نمو كبيرة، سواء للتصدير أو لتأمين الإمدادات الغذائية في ظل اضطرابات الأسواق العالمية.
وكانت لجنة التركزات الاقتصادية بجهاز حماية المنافسة قد أعطت موافقتها المبدئية على تنفيذ الصفقة قبل أسبوعين، مما أزال العوائق التنظيمية وفتح الباب أمام خطوات التنفيذ الفعلية، في انتظار موافقة مساهمي الأقلية.
ارتفاع السعر وتأثيره
رفع السعر إلى 102 جنيه للسهم يمثل زيادة بنسبة 7.3% عن العرض الأصلي، ويُعتبر خطوة تكتيكية تهدف إلى كسب ثقة المستثمرين المترددين. كما أن السعر الجديد يضع تقييمًا ضمنيًا أعلى لشركة "سماد مصر"، ويعكس ثقة المستثمر الإماراتي في قدرات الشركة التشغيلية وفرصها المستقبلية.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل يدفع هذا السعر مساهمي الأقلية للتخارج؟ خاصة أن السهم شهد تداولات محدودة مؤخرًا، ولم يكن يعكس في السوق قيمته الحقيقية نظرًا لقلة السيولة.
دلالات أوسع للسوق
الصفقة تندرج ضمن موجة استحواذات خليجية شهدها السوق المصري منذ عام 2022، وتحديدًا في القطاعات المرتبطة بالإنتاج الحقيقي كالزراعة، الأغذية، والدواء، والإمارات من أبرز اللاعبين في هذا الاتجاه، سواء عبر صناديق سيادية أو كيانات استثمارية خاصة مثل "ناس".
ويُنظر إلى هذا التوجه كترجمة لتحول في الرؤية الاستثمارية الخليجية، حيث لم تعد الاستثمارات تتركز في العقارات والأسهم فقط، بل امتدت إلى الأصول الإنتاجية الحيوية، التي تخلق قيمة مضافة طويلة الأجل.
مستقبل "سماد مصر" بعد الصفقة
في حال إتمام الصفقة، من المتوقع أن تدخل "سماد مصر" في مرحلة جديدة من إعادة الهيكلة وضخ استثمارات للتحديث والتوسع، وربما توسيع صادراتها إلى الأسواق الإفريقية والعربية بدعم من التمويل الإماراتي.
