جدل "العسل المغشوش" في مصر.. البلوجرز يتهمون والحكومة ترد والبرلمان يتدخل

A A A
عسل النحل
في الأيام الأخيرة، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بجدل واسع بعد نشر عدد من البلوجرز مؤثرين مقاطع فيديو يظهرون فيها وهم يجرون ما وصفوه بـ"اختبارات العسل الأبيض"، مؤكدين أن معظم المنتجات المتداولة في الأسواق المصرية مغشوشة وغير طبيعية. هذه الفيديوهات سرعان ما لاقت رواجًا كبيرًا وأثارت مخاوف المستهلكين، خصوصًا مع تزايد الحديث عن الغش التجاري في قطاعات مختلفة من المواد الغذائية.

البلوجرز الذين ظهروا في مقاطع الفيديو اعتمدوا على اختبارات منزلية بسيطة مثل وضع العسل في الماء أو تعريضه للنار، وخلصوا إلى أن النتيجة تشير إلى أن العسل يحتوي على إضافات سكرية أو مواد أخرى تجعله بعيدًا عن كونه منتجًا طبيعيًا 100%. وقدّم بعضهم ادعاءات بأن "كل" ما هو معروض في السوق لا يرقى لمستوى العسل النقي، وهو ما أثار موجة قلق بين المستهلكين.
لكن خبراء تغذية ومتخصصين في علوم الأغذية أكدوا أن هذه الاختبارات المنزلية غير دقيقة ولا يمكن الاعتماد عليها لإثبات الغش، إذ يتطلب الأمر تحاليل معملية متقدمة لقياس نسب السكروز والجلوكوز والفركتوز، إضافة إلى تحليل نظائر الكربون للكشف عن أي مكونات مضافة.
البرلمان يتحرك.. طلب إحاطة عاجل
في ظل الضجة الكبيرة التي أثارتها الفيديوهات، تقدّم النائب أيمن محسب بطلب إحاطة عاجل إلى الحكومة وجهاز حماية المستهلك، مطالبًا بفتح تحقيق موسع حول ما وُصف بـ"انتشار الغش في سوق العسل"، خصوصًا بعد تداول نتائج تحاليل منسوبة لعلامات تجارية شهيرة. وأكد محسب أن حماية المستهلك المصري تستوجب سرعة الرد من الأجهزة الرقابية والتأكد من صحة الادعاءات المتداولة، حتى لا تتعرض سمعة السوق المحلي للتشويه.
رد الحكومة وهيئة سلامة الغذاء
من جانبها، أصدرت الحكومة بيانًا رسميًا عبر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، أكدت فيه أن جميع منتجات العسل الأبيض، سواء كانت محلية أو مستوردة، تخضع لرقابة دورية من قِبل الهيئة القومية لسلامة الغذاء. وأضاف البيان أن الحكم على نقاء العسل أو غشه لا يمكن أن يتم إلا من خلال تحاليل معتمدة ومعقدة، مشيرًا إلى أن المواصفة القياسية المصرية رقم 355-1/2005 هي المرجع في هذا الشأن.
الهيئة القومية لسلامة الغذاء شددت كذلك على أن بعض الأرقام المتداولة على السوشيال ميديا حول نسب السكروز غير دقيقة، وأن المستهلك لا يجب أن ينساق وراء اختبارات غير علمية تنتشر عبر الإنترنت. وأوضحت الهيئة أن العينات المسحوبة من الأسواق تُحلل في معامل معتمدة باستخدام تقنيات متطورة مثل تحليل نظائر الكربون (C13)، وهو الاختبار القادر على تحديد إذا ما كان العسل قد تم خلطه بشراب جلوكوز أو سكريات صناعية.
اتحاد النحالين العرب: التعميم مرفوض
في المقابل، رفض اتحاد النحالين العرب التعميم الذي تبناه بعض البلوجرز بأن "كل" العسل في السوق مغشوش. وأكد رئيس الاتحاد أن العسل المصري يخضع لرقابة مشددة وأن هناك علامات تجارية تحافظ على جودة عالية وتحظى بسمعة طيبة. وأضاف أن إطلاق أحكام عامة عبر فيديوهات غير موثقة يُضر بسمعة الصناعة المحلية ويهز ثقة المستهلكين دون مبرر علمي.

الخبراء نصحوا المستهلكين بعدم الاعتماد على الاختبارات المنزلية مثل إذابة العسل في الماء أو وضعه في الثلاجة للحكم على نقاوته. وأوضحوا أن هذه الطرق غير علمية وقد تعطي نتائج مضللة، مؤكدين أن الخيار الأفضل هو شراء العسل من مصادر موثوقة تحمل بيانات واضحة وخاضعة للرقابة الحكومية.

All rights reserved. food today eg © 2022