رحلة الشيف جوليا تشايلد وتأثيرها على فن الطهي العالمي

A A A
الشيف جوليا تشايلد
لم تكن جوليا تشايلد مجرد طاهية ماهرة، بل كانت امرأة استثنائية تجاوزت أدوارها التقليدية، قبل أن تصبح أيقونة الطهي، كانت جوليا تعمل في مجال شديد السرية خلال الحرب العالمية الثانية.

بدايات متواضعة وحلم كبير

بدأت قصة جوليا تشايلد بطولها الفارع الذي حال دون تحقيق حلمها بالانضمام إلى الجيش. 

ومع ذلك، لم تستسلم، عملت ككاتبة على الآلة الكاتبة في مكتب الخدمات الاستراتيجية، ثم تدرجت في المناصب حتى وصلت إلى دور سري هام في قسم مرصد الصحراء والساحل. 

ساهمت في تطوير أجهزة طاردة للألغام، مما جعلها جزءًا أساسيًا من الجهود الحربية.

اكتشاف شغف جديد في فرنسا

بعد الحرب، انتقلت جوليا إلى فرنسا مع زوجها، هناك، عانت من العزلة الاجتماعية، فوجدت ملاذها في عالم الطهي. 

التحقت بأحدى مدارس الطهي، واكتشفت موهبة طبيعية في تحضير الأطباق الفرنسية.

عادت جوليا إلى الولايات المتحدة حاملة معها شغفها بالطهي الفرنسي. 

أصبحت وجهًا مألوفًا على شاشات التلفزيون ببرنامجها الشهير "The French Chef"، حيث قدمت وصفات الطهي بطريقة بسيطة وممتعة. 

ساهمت جوليا في تغيير نظرة الأمريكيين إلى الطعام الفرنسي، وحولت المطبخ إلى مكان للاستمتاع والإبداع.

تحولت حياة جوليا بشكل جذري بعد تجربة طعامية فريدة في مدينة روان الفرنسية.

تلك الوجبة كانت الشرارة التي أشعلت شغفها بالطهي الفرنسي، وشجعتها على مشاركة معرفتها مع العالم.

لم تكن العجة التي قدمتها جوليا في أولى حلقاتها التلفزيونية مجرد طبق، بل كانت بداية رحلة طويلة لتغيير ثقافة الطعام في أمريكا. 

هذه العجة البسيطة كانت جزءًا من كتابها الأول "إتقان فن الطبخ الفرنسي"، الذي رفض نشره العديد من الناشرين قبل أن يكتشف موهبته الناشر "ألفريد كانوبف".

لم تقتصر مساهمة جوليا على الطهي فقط، بل امتدت لتشمل الأشخاص ذوي الإعاقات السمعية. 

فبرنامجها التلفزيوني الأول كان مصحوبًا بتعليقات توضيحية، مما سمح للجميع بالاستمتاع بفن الطهي.

رسالة جوليا:

"علينا الاستمتاع بالطعام، فالطعام واحد من أبسط وأجمل المتع في الحياة." هذه الجملة الشهيرة تلخص فلسفة جوليا في الحياة، وهي فلسفة تدعونا إلى تقدير البساطة والجمال في كل شيء.

في ذروة شهرتها، فاجأت الطاهية الشهيرة جوليا تشايلد العالم بإعلانها إصابتها بسرطان الثدي. 

وبصراحتها المعهودة، وصفت تجربتها مع المرض، معبرة عن رغبتها في عدم إخفاء حقيقة حالتها الصحية.

اعتزال الشيف جوليا تشايلد

بعد أن أعلنت اعتزالها في عام 2001، واصلت جوليا تشايلد إعطاء الكثير. 

فقد تبرعت بمنزلها ومكتبها إلى كلية سميث، التي كانت لها مكانة خاصة في قلبها، كما تبرعت بمطبخها الشهير إلى متحف سميثسونيان الوطني، ليكون شاهداً على إرثها العظيم.

تكريم عالمي

تقديراً لإسهاماتها الكبيرة، حصلت جوليا تشايلد على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة براون، في احتفال مهيب أُقيم على شرفها.

وفاة جوليا تشايلد

في عام 2004، رحلت جوليا تشايلد عن عالمنا عن عمر يناهز 91 عاماً، بعد صراع مع مرض الفشل الكلوي.

وكانت آخر وجبة تتناولها هي حساء البصل الفرنسي، الذي كان من أطباقها المفضلة.

All rights reserved. food today eg © 2022