شعبة البن تُعلن: ثبات أسعار القهوة في مصر لمدة شهر رغم قفزة عالمية 50%

A A A
أسعار البن
شهدت أسواق البن العالمية حالة من الغليان غير المسبوق، مع ارتفاع قياسي في الأسعار تجاوز 50% منذ أوائل أغسطس الماضي. ومع ذلك، أعلن قطاع البن في مصر عن قرار مطمئن مؤقتاً للمستهلكين وأصحاب المقاهي، مؤكداً أن الشركات لن تجري أي تغييرات على أسعار البن المحلية لمدة شهر إضافي على الأقل.
جاء هذا التصريح على لسان حسن فوزي، رئيس شعبة البن في اتحاد الغرف التجارية، الذي أكد لـ "القاهرة 24" أن هذا الثبات المؤقت يعود بالأساس إلى وجود مخزونات كافية تم استيرادها قبل موجة الارتفاع الأخيرة. هذا القرار يمثل فسحة زمنية مهمة للسوق المصري لتقييم الوضع العالمي قبل اتخاذ أي قرارات تخص التسعير الجديد.


تُعد مصر مستورداً صافياً لحبوب القهوة، حيث يصل معدل استهلاكها السنوي إلى حوالي 80 ألف طن. وكشف رئيس شعبة البن عن مؤشر إيجابي في هذا الصدد، مشيراً إلى أنه تم بالفعل استيراد ما يعادل 70% من هذه الكمية حتى الآن، مما يمنح السوق المحلي درعاً مؤقتاً لامتصاص الصدمة السعرية العالمية.
ويُعتبر هذا المخزون هو السبب الرئيسي وراء تأخر انتقال تأثير الارتفاع العالمي إلى المستهلك النهائي. ولكن، حذر فوزي من أن هذا الثبات لن يستمر إلى الأبد؛ فبمجرد البدء في استيراد شحنات جديدة بأسعارها المرتفعة الحالية، أو عند تقييم الآثار النهائية لتلك الزيادة، ستضطر الشركات حتماً إلى مراجعة أسعارها.

ارتفاعات تاريخية في بورصات القهوة

الارتفاع الأخير في أسعار القهوة العالمية ليس ارتفاعاً عادياً، بل وصل إلى مستويات تكاد تلامس القمم التاريخية. وارتفعت العقود الآجلة للقهوة بالقرب من أعلى مستوى لها على الإطلاق هذا الأسبوع. ولامس عقد "أرابيكا" الأكثر نشاطاً في نيويورك سعر 4.24 دولاراً للرطل، ليقترب بشدة من أعلى سعر تاريخي سُجِّل عند 4.2995 دولاراً في فبراير.
وتشير التقارير العالمية إلى أن العقود الآجلة للقهوة ارتفعت بنسبة 50% منذ أوائل أغسطس، وهي قفزة مثيرة للقلق. وتُعزى هذه الزيادة إلى مزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية التي أثرت بشكل مباشر على أكبر موردي القهوة في العالم.

العوامل الجيوسياسية وراء الجنون السعري

أوضح رئيس شعبة البن أن أحد الأسباب الرئيسية وراء هذه الزيادة العالمية غير المسبوقة يعود إلى عوامل جيوسياسية، وتحديداً رسوم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المفروضة على منتجات البرازيل والهند. وتُعد البرازيل أكبر مُنتج ومُصدر للبن في العالم، وأي ضغوط تجارية عليها تنعكس فوراً على الأسعار العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، تدعمت هذه الارتفاعات بمخاوف متزايدة في الأسواق العالمية من أن الإمدادات البرازيلية لن تكون كافية لسد كامل المخزونات المتناقصة عالمياً، خاصة بعد تقارير تشير إلى تأثر المحاصيل بعوامل مناخية وجفاف في مناطق الإنتاج الرئيسية. هذه المخاوف من نقص المعروض هي ما تدفع المضاربين نحو رفع الأسعار بشكل جنوني.


في ظل الثبات المؤقت المعلن، تتراوح الأسعار الحالية للبن في السوق المصري كما يلي:
متوسط سعر كيلو البن السادة: يسجل نحو 520 جنيهاً.
متوسط سعر البن المحوج: يسجل نحو 680 جنيهاً.
ويُتوقع أن تستمر هذه المستويات السعرية لمدة شهر إضافي، كما أوضح رئيس الشعبة، لحين وضوح الرؤية بشأن استقرار الأسعار العالمية أو استكمال استيراد باقي الكميات المطلوبة للمخزون بالأسعار المرتفعة الجديدة. على المقاهي والمستهلكين متابعة الموقف عن كثب والاستعداد لتقلبات سعرية محتملة بعد انتهاء هذه المهلة الزمنية.

All rights reserved. food today eg © 2022