فيضان النيل يهدد المنوفية والبحيرة.. والري تكشف: التعديات قلصت قدرة المجرى 75%
الجمعة , 03-10-2025 6:29 م
AAA
فيضانات المنوفية
تشهد محافظات مصرية عدة، أبرزها المنوفية والبحيرة، حالة طوارئ قصوى إثر الارتفاع الملحوظ والخطير في منسوب مياه نهر النيل. وقد تسبب هذا الارتفاع في غمر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وأجزاء من منازل مقامة على أراضي طرح النهر، خاصة على فرع رشيد، بالإضافة إلى إحدى الجزر النيلية بمركز البداري في أسيوط.
نداء رسمي للإخلاء وأضرار واسعة
في استجابة فورية للأزمة، أصدر مركز أشمون بمحافظة المنوفية بيانًا رسميًا عبر بوابته الإلكترونية، دعا فيه الأهالي إلى إخلاء المنازل والأراضي المحيطة بمجرى النيل فورًا. وحذر البيان من خطورة استمرار البقاء في تلك المناطق المنخفضة المهددة بالغرق، كما شدد على ضرورة وقف أي أنشطة زراعية حاليًا للحفاظ على سلامة المواطنين.
كشفت مصادر مطلعة بوزارة الموارد المائية والري عن حصر أولي للأضرار، مشيرة إلى أن الفيضان غمر نحو 62 فدانًا في مركز منوف، و518 فدانًا في أشمون، و70 فدانًا بمركز السادات، بالإضافة إلى 35 فدانًا في قرى مركز الشهداء.
كما تحولت قرية "دلهمو" بالمنوفية إلى منطقة منكوبة جزئيًا، حيث غمرت المياه المنازل والأراضي الزراعية، ما أجبر الأهالي على استخدام المراكب الصغيرة للتنقل أو حمل أطفالهم على الأكتاف للوصول إلى المدارس. ووصف أحد السكان المتضررين الوضع قائلاً: "بيوتنا غرقت وكل العزال غرق داخل البيت، والزرع اتلف، وحتى الأفراح لم تسلم".
أسباب الأزمة: التعديات تُقلص القدرة الاستيعابية للنيل
على الرغم من أن وزارة الري أكدت أن ارتفاع التصريف المائي في هذا التوقيت من العام هو أمر طبيعي وله فوائد بيئية (مثل تحسين جودة المياه بفرع رشيد ومكافحة التلوث ونفوق الأسماك)، إلا أن حدة الأزمة تضاعفت بسبب عامل آخر.
وأوضحت الوزارة أن التعديات المستمرة على مجرى النهر عبر الردم والبناء المخالف منذ عام 2011، قلصت القدرة الاستيعابية لمجرى النيل بشكل كارثي. حيث انخفضت قدرة النيل على استيعاب المياه من أكثر من 300 مليون متر مكعب يوميًا إلى نحو 80 مليون متر مكعب فقط، وهو ما جعل الفيضان الطبيعي يمثل تهديدًا خطيرًا. وتُعد محافظتا المنوفية والبحيرة الأكثر تسجيلاً لهذه التعديات.
متابعة حكومية وخطط استباقية
على الصعيد الحكومي، كان رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي قد حذّر في تصريحات سابقة من خطورة ارتفاع مناسيب النيل خلال شهر أكتوبر الجاري، مؤكدًا أن الظاهرة تسببت بالفعل في غمر مساحات واسعة من الأراضي في السودان. وأكد مدبولي أن الحكومة المصرية تتابع الموقف بشكل يومي ودقيق وتضع خططًا استباقية للحماية الأرواح والممتلكات من تداعيات الفيضان.