كارفور تعلن انسحابها من السوق الإيطالية بعد خسائر 180 مليون يورو

A A A
كارفور تغادر السوق الإيطالية
أعلنت شركة كارفور الفرنسية، إحدى أكبر سلاسل البيع بالتجزئة في العالم، عن قرارها المفاجئ بمغادرة السوق الإيطالية وبيع جميع أنشطتها هناك إلى مجموعة نيوبرينسيس الإيطالية، وذلك بعد أن تكبدت خسائر كبيرة خلال العام الماضي بلغت نحو 180 مليون يورو.

وقالت الشركة، في بيان رسمي، إن قرار الانسحاب يأتي نتيجة لتراجع أدائها المالي في السوق الإيطالية، حيث واجهت منافسة شرسة وصعوبات تشغيلية متراكمة، فضلًا عن تأثرها المباشر من حملات المقاطعة الشعبية تضامنًا مع فلسطين وغزة، والتي أدت إلى تراجع المبيعات بشكل لافت خلال عام 2024.
وتُعد إيطاليا واحدة من أهم الأسواق الأوروبية بالنسبة لكارفور، حيث تحتل المركز الخامس عالميًا في قائمة أكبر أسواقها، وتضم ما يقرب من 1,185 متجرًا منتشرة في أنحاء البلاد، ما يجعل قرار الانسحاب خطوة لافتة سيكون لها انعكاسات واسعة على قطاع التجزئة المحلي.

وبموجب الصفقة، ستنتقل ملكية المتاجر والإدارات التابعة لكارفور إلى مجموعة نيوبرينسيس الإيطالية، وهي شركة محلية ناشئة تسعى لتوسيع حضورها في سوق التجزئة. وأوضحت كارفور أن عملية البيع ستتم بشكل تدريجي يضمن الحفاظ على حقوق الموظفين واستمرارية النشاط التجاري دون إغلاق فروع.

ويرى محللون أن حملات المقاطعة المناهضة لسياسات بعض الشركات المرتبطة بإسرائيل لعبت دورًا كبيرًا في زيادة الضغوط على كارفور في إيطاليا، خاصة مع تنامي موجة التضامن الشعبي مع فلسطين منذ اندلاع الحرب على غزة، ما أدى إلى تراجع ولاء المستهلكين وابتعاد شرائح واسعة عن منتجات الشركة.
وأكد مراقبون أن خسائر كارفور في إيطاليا تعكس تغيرًا مهمًا في سلوك المستهلك الأوروبي، حيث باتت الحملات الشعبية قادرة على إحداث تأثير مباشر في أداء الشركات العالمية، ودفعها إلى إعادة النظر في استراتيجياتها.

وبحسب تقارير اقتصادية، فإن خروج كارفور من إيطاليا قد يفتح المجال أمام منافسين آخرين محليين ودوليين لتعزيز حضورهم في السوق، لاسيما وأن المتاجر التابعة لها موزعة على نطاق واسع وتخدم ملايين العملاء. ويرجح أن تستفيد مجموعة "نيوبرينسيس" من هذا الاستحواذ في تعزيز مكانتها بين كبار اللاعبين في قطاع التجزئة الإيطالي.

تُعد كارفور واحدة من أضخم سلاسل التجزئة في العالم، حيث تدير آلاف المتاجر في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، ويعمل لديها مئات الآلاف من الموظفين. وكانت الشركة قد تبنت خلال السنوات الماضية خطط توسع ضخمة في الأسواق الأوروبية، إلا أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية الأخيرة ألقت بظلالها على أدائها.

ويعكس انسحاب كارفور من السوق الإيطالية حجم الضغوط التي تواجهها الشركات متعددة الجنسيات في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية العالمية، إذ لم تعد القرارات الاقتصادية معزولة عن المواقف الشعبية وحملات المقاطعة، وهو ما يضع علامات استفهام حول مستقبل وجود الشركات الغربية في بعض الأسواق الحساسة.

All rights reserved. food today eg © 2022