ماجد الفطيم تستبدل "كارفور" بـ "هايبر ماكس" في 4 دول إقليمية

A A A
كارفور
تشهد استراتيجية مجموعة ماجد الفطيم، المشغّل الحصري لـ كارفور في الشرق الأوسط، تحولاً جذرياً ومدروساً في استجابة واضحة لتداعيات الضغوط الشعبية وحملات المقاطعة الواسعة. ففي أقل من عام، قررت المجموعة استبدال العلامة التجارية الفرنسية الشهيرة "كارفور" بعلامتها التجارية المحلية الجديدة "هايبر ماكس" في أربعة أسواق إقليمية رئيسية، في خطوة تشير إلى رغبة المجموعة في التحرر من التزامات الامتياز الدولي.
أكد جونثر هيلم، الرئيس التنفيذي لشركة ماجد الفطيم للتجزئة، اليوم الأربعاء، في حديث لإذاعة "دبي أي 103.8"، أن المجموعة الإماراتية قد غيرت بالفعل تسمية سلسلة متاجر كارفور في البحرين والكويت إلى "هايبر ماكس"، بعد أن طبقت التغيير ذاته في سلطنة عُمان والأردن العام الماضي. ويأتي هذا التحول بعد قرار الانفصال عن عملاق التجزئة الفرنسي من أجل تلبية احتياجات العملاء بشكل أفضل، على حد تعبير المدير التنفيذي، الذي أشار إلى أن المجموعة ستطبق التغيير في دول أخرى إذا اقتضت الحاجة.


على الرغم من عدم تقديم كارفور أو ماجد الفطيم تفسيراً مباشراً وصريحاً لربط هذه الإغلاقات بحملات المقاطعة، تشير المصادر الداخلية ووسائل الإعلام الإقليمية والناشطون إلى أن الضغط الشعبي هو الدافع المباشر وراء هذا التبديل الجذري.
أصبحت كارفور هدفاً رئيسياً لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) وحملات المستهلكين الواسعة بعد توقيعها في عام 2022 على اتفاقية امتياز مع شركتي Electra Consumer Products وYenot Bitan الإسرائيليتين. هذه الشراكة أدت إلى بيع منتجات تحمل علامة كارفور في المستوطنات غير القانونية بالضفة الغربية، الأمر الذي اعتبره الناشطون تواطؤاً مباشراً في دعم الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في سياق الحرب على غزة.
ويعكس التسلسل الزمني للأحداث سرعة الاستجابة لتلك الضغوط: ففي سبتمبر/أيلول الجاري، أغلقت متاجر كارفور في البحرين بتاريخ 14 سبتمبر 2025، لتفتتح متاجر "هايبر ماكس" بديلاً كاملاً بعد يوم واحد فقط. كما انسحبت العلامة الفرنسية من الكويت في 17 سبتمبر. وبذلك، تكون كارفور قد أُغلقت في أربع دول إقليمية في أقل من عشرة أشهر.

لماذا بقي كارفور في مصر والإمارات؟

وسط هذه التحولات، أبقت مجموعة ماجد الفطيم على علامة كارفور في سوقين حيويتين: مقر المجموعة في الإمارات وجمهورية مصر العربية، كما أعلنت خططاً للتوسع في الجزائر.
بالنسبة لمصر، كشفت مصادر في فرع كارفور لـ "العربي الجديد" أن الفروع هناك تعاني من ضعف الإقبال والمقاطعة، حيث تبدو أغلبها شبه فارغة من الزبائن. ومع ذلك، فإن استمرار العمل بطاقة لا تتجاوز 50%، بالإضافة إلى الزيادة الكبيرة المتوقعة في مواسم التخفيضات الكبرى، يدفع الشركة إلى الإبقاء على الاسم حالياً دون تغيير، في انتظار تقييم جدوى تغيير العلامة التجارية في سوق بمثل هذا الحجم.
أما في الإمارات، حيث مقر المجموعة، فقد أكدت الإدارة أنه لا توجد حالياً خطط لإغلاق كارفور أو استبدالها بـ "هايبر ماكس"، مما يشير إلى أن القرارات يتم اتخاذها على أساس الظروف المحلية وحجم الضغط الشعبي في كل دولة.

المرونة المحلية في مقابل الالتزام الدولي

الاستراتيجية الجديدة لماجد الفطيم تشير إلى تحول تدريجي نحو امتلاك علامة تجارية محلية خالصة هي "هايبر ماكس". هذا الامتلاك يمنح المجموعة مرونة أكبر وقدرة على اتخاذ قرارات تسويقية وتشغيلية محلية بشكل أسرع، بعيداً عن أي التزامات أو تبعات دولية قد تفرضها العلامة الفرنسية الأم، وخاصة تلك المتعلقة بالنزاعات الجيوسياسية وحملات المقاطعة.
ويؤكد هذا التحول مدى قوة تأثير الحركات الشعبية المنظمة مثل حملات المقاطعة على قرارات الشركات العملاقة على المستوى الإقليمي، حيث تضطر المجموعات الاستثمارية الكبرى إلى الفصل بين علاماتها المحلية والتجارية الدولية لتخفيف الخسائر.

All rights reserved. food today eg © 2022