عندما نتحدث عن المطبخ المصري، فإننا لا نتحدث عن مجرد وصفات، بل عن حكايات وتاريخ يمتد لآلاف السنين. كل طبق مصري يحمل في طياته قصة، تعود بنا إلى عصر الفراعنة، أو أيام العثمانيين، أو حتى العصور الإسلامية القديمة. إن هذه الأكلات ليست مجرد مصدر للغذاء، بل هي رابط ثقافي يجمع الأجيال، ويحافظ على الهوية المصرية الأصيلة.
الكشري:
وجبة العمال المحبوبة يُقال إن أصل طبق الكشري يعود إلى العمال الهنود الذين جاءوا إلى مصر مع القوات البريطانية. فكانوا يطبخون طبقًا يُعرف بـ"خيشري" مكونًا من الأرز والعدس. المصريون أضافوا إليه المكرونة والحمص والبصل المقلي وصلصة الطماطم، وحولوه إلى وجبة شعبية متكاملة. الكشري ليس مجرد وجبة، بل هو رمز لثقافة التنوع والاختلاط في مصر، حيث تجمع مكوناته المتعددة في طبق واحد.
الملوخية:
غذاء الملوك والأمراء الملوخية، التي يصفها المصريون بأنها "أكلة الملوك"، تعود أصولها إلى العصر الفرعوني، وكانت تُستخدم كعلاج لبعض الأمراض. في العصر الفاطمي، يُقال إن الملوخية كانت ممنوعة على العامة، وكانت مخصصة لملوك الفاطميين فقط. الملوخية المصرية تتميز بوجود "الطشة" وهي مزيج من الثوم والكزبرة المقلية في السمن، التي تعطيها رائحتها ومذاقها الفريد.
الفطير المشلتت رمز الكرم والخير يعتبر الفطير المشلتت من أقدم الأكلات المصرية، ويُقال إن أصوله تعود إلى الفراعنة. كان يُقدم كقربان للآلهة في المعابد، وكان يُصنع في المنازل الريفية بمصر، ويُعتبر رمزًا للكرم والخير. الفطير ليس مجرد فطيرة، بل هو تعبير عن التجمع العائلي في الريف، حيث تتكاتف النساء لصنعها، وتُقدم ساخنة مع العسل أو الجبن.