من التوسع السريع إلى الإفلاس.. انهيار سلسلة هامبرغيني السعودية
الجمعة , 29-08-2025 5:54 م
AAA
مطعم هامبرغيني
شهد قطاع المطاعم في السعودية صدمة قوية بعد أن طوت سلسلة مطاعم «هامبرغيني» صفحة بارزة من مسيرتها التي استمرت 12 عامًا، عقب صدور حكم قضائي عن المحكمة التجارية في الرياض بفتح إجراءات التصفية ضد الشركة المالكة «أساسيات الغذاء للتجارة»، بعد أزمة تسمم غذائي كبيرة هزت ثقة العملاء وأثرت بشكل مدمر على أداء الشركة المالي.
تأسست «هامبرغيني» عام 2013 في الرياض، ونجحت في فترة قصيرة في كسب شعبية واسعة بين الشباب، معتمدة على التسويق الرقمي المبتكر وحضور قوي على منصات التواصل الاجتماعي. وبين عامي 2015 و2019، توسعت السلسلة بوتيرة متسارعة لتصبح من أسرع العلامات التجارية نموًا في قطاع البرجر المحلي، حيث وصل عدد فروعها إلى 57 فرعًا داخل المملكة، من بينها 29 فرعًا في الرياض وحدها، إضافة إلى جدة والشرقية والقصيم وحائل وغيرها.
وفي عام 2020، أعلن نواف الفوزان، الرئيس التنفيذي حينها، أن «هامبرغيني» كانت تسجّل أعلى معدل لافتتاح الفروع في المملكة، مع خطط طموحة لطرح 20% من رأسمالها في السوق الموازية «نمو»، والتوسع إقليميًا ودوليًا.
لكن مسيرة النجاح تعرضت لهزة كبرى في عام 2024، عندما وقع حادث تسمم غذائي جماعي في أحد فروع الرياض، أسفر عن إصابة أكثر من 70 شخصًا ووفاة حالة واحدة. وأظهرت التحقيقات أن السبب يعود إلى تلوث في منتج مايونيز مستورد يحمل علامة «بون تم» كان يُستخدم ضمن مكونات الطعام.
ورغم أن المسؤولية المباشرة تعود للمورد، فإن «هامبرغيني» دفعت الثمن الأكبر، إذ أغلقت الجهات الرقابية جميع فروعها بالرياض مؤقتًا، وتم سحب المنتج من السوق وإغلاق المصنع المسؤول. غير أن الضرر التجاري والسمعة كان بالغًا، حيث فقد العملاء ثقتهم بالسلسلة، ما أدى إلى انخفاض حاد في المبيعات.
ومع استمرار تراجع الإيرادات وتراكم الديون، حاولت الشركة إنعاش أعمالها عبر تقليص العمليات وإغلاق بعض الفروع، لكنها لم تتمكن من استعادة عافيتها. وبحلول عام 2025، باتت المؤشرات المالية تعكس عجزًا واضحًا عن الوفاء بالالتزامات. وفي أغسطس 2025، صدر الحكم القضائي بفتح إجراءات التصفية، ليعلن فعليًا إفلاس مطاعم هامبرغيني بعد رحلة صعود وهبوط حادة.
وأوضح مبارك العنزي، أمين الإفلاس المعتمد، أن المحكمة التجارية دعت الدائنين إلى التقدم بمطالباتهم خلال 90 يومًا من تاريخ الإعلان، في خطوة تمثل بداية إجراءات تصفية الشركة وإغلاق ملفها في السوق السعودي.
تُعد تجربة «هامبرغيني» مثالًا صارخًا على كيف يمكن لأزمة صحية واحدة أن تهز ثقة المستهلكين وتقلب موازين النجاح في قطاع شديد التنافسية مثل المطاعم السريعة. وبينما بدأت كقصة نجاح سعودية طموحة ارتبطت بالابتكار والتوسع، انتهت مسيرتها بالإفلاس، لتترك درسًا مهمًا حول أهمية ضمان جودة المنتجات وسلامة الغذاء في الحفاظ على استدامة أي علامة تجارية.