من توصيل البيتزا إلى إمبراطورية مطاعم.. قصة نجاح ناديم باجوا

A A A
مالك بابا جونز
عاش الباكستاني ناديم باجوا رحلة استثنائية في الولايات المتحدة تجسد معنى الكفاح والإصرار، إذ هاجر عام 1991 باحثًا عن فرصة أفضل لعائلته، ليبدأ من الصفر كعامل توصيل بيتزا، قبل أن يصبح اليوم أحد أكبر أصحاب الامتياز التجاري لسلسلة "بابا جونز" في أميركا الشمالية.

وصل باجوا إلى مدينة فورت واين بولاية إنديانا وهو في الحادية والعشرين من عمره، ليبدأ حياته المهنية بأعمال بسيطة مثل غسل الصحون وتوصيل الطلبات في مطاعم البيتزا، إضافة إلى عمله في مطاعم الوجبات السريعة مثل "تاكو بيل"، وذلك لتمويل دراسته الجامعية. وبفضل اجتهاده، ترقى سريعًا داخل سلسلة "بابا جونز"، حتى أصبح مدير منطقة بحلول 1996 قبل أن ينهي تعليمه الجامعي.

وبعد محاولات غير ناجحة للحصول على وظيفة في القطاع المؤسسي، قرر باجوا أن يستمر في مجال البيتزا، فافتتح أول مطعم خاص به في يوليو 2002 بمدينة إيست ليفربول بولاية أوهايو، بتكلفة لم تتجاوز 150 ألف دولار، معتمدًا على معدات مستعملة لتقليل النفقات. ورغم وقوعه في خطأ تسويقي كبير في يوم الافتتاح أدى إلى انسحاب نصف طاقم العمل، إلا أنه اعتبر التجربة درسًا مهمًا في طريق التوسع.

لم تكن الطريق ممهدة أمامه، ففي عام 2008 واجهت شركته صعوبات كبيرة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، لكنه يصف تلك المرحلة بأنها نقطة تحول ساعدته على إعادة تنظيم أعماله ومواصلة النمو. واليوم، يرأس باجوا مجموعة "باجكو" التي أسسها مع شقيقيه، وتضم أنشطة متنوعة تشمل البناء، التكنولوجيا، المحاسبة، ومراكز الاتصال، إلى جانب إدارة مطاعم "بابا جونز".

يمتلك باجوا اليوم أكثر من 270 مطعمًا في الولايات المتحدة وكندا، ويعد من كبار المستثمرين في علامة "بابا جونز". وفي عام 2024، وقعت مجموعته اتفاقية مع الشركة الأم لافتتاح 50 مطعمًا جديدًا بحلول عام 2028، في إطار خطته لتحقيق هدف طموح بالوصول إلى 500 فرع.

ويؤكد باجوا، البالغ من العمر 58 عامًا، أن سر نجاحه كان التركيز على الجودة والتعلم المستمر من الأخطاء، قائلًا: "لم أحلم بهذا النمو، كل ما فعلته هو أنني ركزت على تقديم الأفضل، وتعلمت من أخطائي... وكل شيء بدأ من توصيل البيتزا، هل تصدق ذلك؟"
وتُعد قصة ناديم باجوا نموذجًا ملهمًا يبرهن على أن البدايات المتواضعة قد تصنع مستقبلًا استثنائيًا، وأن الإصرار والعمل الجاد قادران على تحويل الأحلام البسيطة إلى إمبراطوريات تجارية كبرى.

All rights reserved. food today eg © 2022