نجحت شركة "ناس الإماراتية" في إتمام صفقة استحواذ استراتيجية على حصة إضافية بشركة "سماد مصر – إيجيفرت" بلغت نسبتها 19% من إجمالي رأس المال، وذلك عبر عرض شراء إجباري بلغت قيمته الإجمالية 186.7 مليون جنيه مصري.
تفاصيل الصفقة
أظهرت شاشات نظام الـOPR المخصص لتسجيل عروض الشراء، استجابة نحو 1.83 مليون سهم للعرض المقدم من الشركة الإماراتية، من أصل 9.6 مليون سهم تمثل رأسمال "سماد مصر"، ما يعادل 19% من إجمالي الأسهم، ويمثل في ذات الوقت 33% من الأسهم المستهدفة في العرض، الذي كان يهدف إلى الاستحواذ على نحو 90% من الشركة.
وباكتمال الصفقة، ارتفعت حصة شركة "ناس" من 32.5% إلى 51.6%، لتحصل بذلك على حصة الأغلبية وسيطرة إدارية فعلية على الشركة المصرية الرائدة في مجال الأسمدة.
تعديل السعر وتمديد المهلة
وكانت الهيئة العامة للرقابة المالية قد وافقت، في إطار دعمها لاستقرار السوق وتحقيق العدالة للمساهمين، على تمديد فترة سريان العرض ليوم عمل إضافي حتى الأول من يونيو الجاري. كما أقرت تعديل سعر عرض الشراء من 95 جنيهًا إلى 102 جنيه للسهم، في استجابة لتحركات السوق وتقديرات القيمة العادلة.
الفجوة بين العرض وسعر السوق
وعلى الرغم من زيادة سعر العرض، إلا أن سهم "سماد مصر" أنهى تداولاته في آخر جلسة قبل إغلاق العرض عند مستوى 104 جنيهات، مرتفعًا بنسبة 2% عن السعر المعدل، ما عكس استمرار شهية المستثمرين تجاه السهم، والتوقعات بتحسن أدائه مع دخول مستثمر استراتيجي جديد.
تقييم السهم والأداء المالي
وكانت شركة "سماد مصر" قد اعتمدت في وقت سابق تقرير تقييم القيمة العادلة المقدم من شركة "أصول عربية للاستثمار والاستشارات المالية"، والتي قدّرت متوسط القيمة العادلة للسهم عند 94.47 جنيه، ما يجعل السعر النهائي للعرض البالغ 102 جنيه يمثل علاوة بنحو 8% فوق القيمة المقدرة.
في المقابل، أظهرت القوائم المالية للشركة خلال الربع الأول من عام 2025 تراجعًا حادًا في صافي الأرباح، والتي بلغت 155.7 ألف جنيه فقط، مقابل 6.76 مليون جنيه خلال نفس الفترة من عام 2024، رغم تحقيق نمو في الإيرادات من 41.49 مليون جنيه إلى 47.21 مليون جنيه، ما يعكس ضغوطًا على هوامش الربحية قد تكون ناتجة عن التكاليف أو تحديات التشغيل.
أبعاد استراتيجية للصفقة
تأتي الصفقة ضمن توجهات إماراتية واضحة نحو تعزيز الاستثمار الزراعي والكيماوي في مصر، مدفوعة بموقعها الاستراتيجي، واحتياجات السوق المتنامية في مجال الأسمدة العضوية والمركبة، والتي تتوافق مع سياسات الدولة الزراعية للتوسع الأفقي وزيادة الإنتاج الغذائي.
ويتوقع محللون أن تسهم السيطرة الإماراتية في إعادة هيكلة النشاط التشغيلي والإداري في "سماد مصر"، وربما ضخ استثمارات جديدة لتوسيع الحصة السوقية محليًا وإقليميًا، خاصة في ظل الطلب المتزايد على الأسمدة منخفضة التأثير البيئي.
تمثل هذه الصفقة واحدة من أبرز التحركات الاستثمارية الخليجية في السوق المصري لعام 2025، وتؤكد على استمرار جاذبية القطاعات الحيوية مثل الزراعة والصناعات الكيماوية أمام الاستثمارات الأجنبية، كما تعزز من دور الشركات الإماراتية كمساهم رئيسي في دفع النمو والتحول داخل الشركات المصرية ذات التاريخ العريق والإمكانيات التصنيعية القوية.