هل نجح «بلبن» في اختراق حاجز المالح والحلو بـ «الكوتي كوتي»؟

A A A
شورما بلبن

أثار الإطلاق الأخير لسلسلة محلات بلبن لمنتجها الثوري تحت مسميات «الكوتي كوتي» و**«الكوتي فتوتي»** موجة ضخمة من الجدل، ليس فقط بسبب الوصفة، بل لجرأة الفكرة المتمثلة في تقديم «الشاورما الحلوة». هذه الخطوة، التي تمثل إنجازاً تسويقياً أكثر منه مجرد وصفة جديدة، تجعلنا نتوقف لتحليل رأي الجمهور وتأثير هذه الإستراتيجية على المشهد التنافسي للحلويات.


🧐 الإطلاق: انتصار للشكل على المضمون؟

في البداية، سيطر على السوق عنصر الفضول التجريبي. فمجرد رؤية سيخ شاورما يتم تقطيعه ولفه، ولكن بمكونات من الكريمة والكنافة أو الشوكولاتة، كان كافياً لضمان تصدر المنتج لـ «التريند» على منصات التواصل الاجتماعي.
أظهرت فروع "بلبن" إقبالاً هائلاً، مما يؤكد أن الإستراتيجية القائمة على الصدمة البصرية والدمج غير المألوف هي وقود فعال للتسويق الحديث. كما عززت الأسماء الجديدة والمبتكرة، «الكوتي كوتي» و«الكوتي فتوتي»، حالة من الغموض المرح، مما زاد من حافز الجمهور للمشاركة في «اكتشاف» ماهية هذه الحلوى.


⚖️ تقييم الجمهور: بين الإبهار والتحفظ

بعد مرحلة التجربة الأولية، انقسم المستهلكون إلى فئتين رئيسيتين حول تقييم المذاق، وهو ما يحدد فرص استمرارية المنتج على المدى الطويل:
الفئة المعجبة والمبتكرة: يرى محبو الحلويات المبتكرة أن المنتج نجح في الجمع بين متعة الشكل المألوف (سيخ الشاورما والتقطيع العمودي) و المذاق الغني للحلويات. وقد أشادوا بالابتكار في التقديم والجودة المعتادة التي تميز المحل.
الفئة المتحفظة والتقليدية: انتقد جزء من الجمهور خلط المفاهيم، ورأوا أن الشكل لا يضيف للمذاق، مع تفضيل للحلويات التي تقدم في سياقها التقليدي. كما ركز بعض المنتقدين على أن الابتكار في الشكل طغى على الابتكار في المضمون.
النقطة المحورية: التحدي الأكبر يكمن في إثبات أن المذاق يتجاوز غرابة الشكل، وأن المنتج قادر على التحول من مجرد «تريند موسمي» إلى صنف أساسي ومستدام في قائمة الحلويات.


💡 الدرس المستفاد: الابتكار يكسر المنافسة

بالنظر إلى المنافسة الشرسة في سوق الحلويات، قدمت "بلبن" درساً في الإستراتيجية التجارية: في سوق يتشابه فيه المضمون، يصبح الشكل والأسماء المبتكرة هي الأداة الأقوى لاختراق حصة السوق وجذب الانتباه الإقليمي.
هذه الخطوة تفرض على المنافسين إما محاولة تقليد الفكرة، أو تطوير ابتكارات بنفس مستوى الجرأة، مما يعزز ديناميكية المنافسة ويصب في صالح المستهلك الباحث عن الجديد.
في الختام، بينما يتجادل المستهلكون حول ما إذا كان «الكوتي كوتي» لذيذاً حقاً أم مجرد «شاورما حلوة» غريبة، فإن النجاح الحقيقي يكمن في أن "بلبن" نجح في إجبار الجميع على الحديث عن منتجاته، وهو الهدف الأسمى لأي حملة تسويقية رائدة في قطاع الأغذية.

All rights reserved. food today eg © 2022