"القابضة للصناعات الغذائية" تتجه للاستثمار الخارجي عبر بوابة "الصناعات التكاملية" ومشروع "كنانة" السوداني

في خطوة استراتيجية تُعد الأولى من نوعها في تاريخها، بدأت الشركة القابضة للصناعات الغذائية في تنفيذ استثمارات خارجية مباشرة، معتمدة على الذراع الفنية الأقوى لديها، شركة "السكر والصناعات التكاملية".

 وتستند هذه الخطوة إلى الخبرة الفنية المتراكمة والفريدة التي تتمتع بها "الصناعات التكاملية" في مجال تصنيع السكر، ما يجعلها مؤهلة ليس فقط لتقديم الدعم الفني، بل للمشاركة المباشرة في تنفيذ وإدارة مشروعات إنتاج السكر خارج حدود مصر.

وجاءت أولى ثمار هذا التوجه عبر مشاركة "الصناعات التكاملية" بالشراكة مع بنك الاستثمار القومي في مشروع "كنانة" بالسودان، حيث تساهم بنسبة تصل إلى 10% من إجمالي رأس المال، في مشروع تُقدر تكلفته الإجمالية بنحو 1.1 مليار دولار.

ووفقًا للبيانات الرسمية، فقد تم الانتهاء من 75% من أعمال إنشاء المصنع، ومن المقرر بدء التشغيل التجريبي له في مارس المقبل، ليكون بذلك باكورة استثمارات "القابضة" الخارجية الفعلية.

ويمثل هذا المشروع نقطة تحول في استراتيجية الشركة القابضة التي اتسمت تاريخيًا بالتركيز على السوق المحلي، إذ يحمل في طياته توجها واضحًا نحو استغلال الخبرات الوطنية في أسواق واعدة، مثل السودان، التي تمتلك إمكانيات كبيرة في زراعة القصب وإنتاج السكر.

وفي سياق متصل، تلقت شركة "السكر والصناعات التكاملية" عرضًا من شركة "كنانة" السودانية للمشاركة في خطتها التوسعية الطموحة، التي تستهدف إنشاء 12 مصنعًا لإنتاج السكر خلال عشر سنوات، بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى 10 ملايين طن سنويًا، وتكلفة استثمارية تقارب 20 مليار دولار.

ويعكس هذا العرض ثقة الجانب السوداني في الكفاءة الفنية والخبرة العملية التي تتمتع بها الشركة المصرية، بما يعزز فرص التكامل الإقليمي في قطاع الصناعات الغذائية، لا سيما مع اتساع فجوة استيراد السكر في عدد من الأسواق الإفريقية.

هذا التوجه الجديد يمثل نقلة نوعية في أداء الشركات التابعة لوزارة التموين، ويفتح الباب أمام نموذج تعاون عربي – إفريقي قائم على تبادل الخبرات وتحقيق قيمة مضافة إقليمية، مع تعزيز مكانة مصر كفاعل اقتصادي في قطاعات حيوية مثل الصناعات الغذائية والتكامل الزراعي.