في إطار مساعي تطوير القطاع الغذائي المصري ومواكبة التحول الرقمي العالمي، شهدت شركات الصناعات الغذائية عقد 300 لقاء ثنائي مع مقدمي خدمات تكنولوجيا المعلومات، في مبادرة تهدف إلى دعم التحديث التكنولوجي للصناعات الغذائية وتعزيز قدراتها الإنتاجية والتسويقية.
جاءت هذه اللقاءات تحت مظلة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبمشاركة فاعلة من أكثر من 120 شركة غذائية تمثل قطاعات متنوعة داخل الصناعة، إلى جانب 40 شركة متخصصة في تقديم حلول رقمية متطورة، في إطار برنامج "تنمية الطلب المحلي" الذي تتبناه الغرفة.
وأكد المهندس خالد إبراهيم، رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أن هذه المبادرة تمثل نقطة انطلاق مهمة نحو رقمنة سلسلة القيمة داخل قطاع الصناعات الغذائية، موضحاً أن اللقاءات تناولت تطبيقات تكنولوجية عملية تشمل أنظمة إدارة الإنتاج، والتوزيع، والمخازن، والحلول اللوجستية، والتسويق الإلكتروني، إلى جانب أدوات تحليل البيانات وتتبّع المنتجات.
استجابة واسعة من قطاع الأغذية
ولفت إبراهيم إلى أن ممثلي الشركات الغذائية أبدوا اهتماماً كبيراً بتطبيق نظم تكنولوجية تساعدهم في تقليل الفاقد وتحسين الجودة وخفض التكاليف التشغيلية، كما أبدت عدة شركات استعدادها لتبني نظم حديثة في التصنيع والمبيعات وخدمة العملاء، بما يعزز فرص النمو والتوسع محلياً وتصديرياً.
كما أشار إلى أن بعض هذه اللقاءات أسفرت عن إبرام اتفاقيات مبدئية لتطوير البنية الرقمية لعدد من المصانع الغذائية، إلى جانب طلب عروض فنية ومالية لتنفيذ حلول في مجالات تشمل إدارة نقاط البيع، وبرمجيات تتبع المخزون، ومواقع التجارة الإلكترونية.
الصناعة بحاجة إلى التكنولوجيا
ووفقاً للمشاركين، فإن القطاع الغذائي المصري، الذي يعد من أكثر القطاعات نمواً وتنوعاً، لا يزال في بداية مشواره الرقمي، ويحتاج إلى بنية تكنولوجية قوية تواكب تطورات الأسواق العالمية ومتطلبات التصدير، خاصة مع اشتداد المنافسة وارتفاع تكاليف الإنتاج.
وتسعى غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات إلى تعميم التجربة خلال الشهور المقبلة مع قطاعات أخرى، إلا أن التجربة مع قطاع الصناعات الغذائية كانت الأوسع والأكثر تفاعلاً حتى الآن، ما يشير إلى رغبة قوية لدى المصنعين الغذائيين في إدماج التكنولوجيا في صميم أعمالهم.
وتعكس هذه المبادرة وعياً متزايداً بأهمية التحول الرقمي داخل قطاع الصناعات الغذائية، كأداة للنمو وضمان الجودة والتنافسية، وسط بيئة اقتصادية تتطلب حلولاً ذكية لتعظيم العائد وتقليل التكاليف وتحقيق التكامل بين الصناعة والتكنولوجيا.