قالت الدكتورة علياء محمود مصطفى، الباحثة بقسم بحوث اللحوم والأسماك في معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، إن السنوات الأخيرة شهدت تطورًا ملحوظًا في الأبحاث المتعلقة باستخراج الجيلاتين من جلود الأسماك، مشيرة إلى أن النتائج حتى الآن "واعدة"، حيث تم إنتاج الجيلاتين بالفعل باستخدام أنواع مختلفة من الأسماك.
وأوضحت أن الجيلاتين يُعد مكونًا أساسيًا في العديد من الصناعات، حيث يدخل في صناعة المنتجات الغذائية، والأدوية، والتطبيقات الطبية الحيوية، بالإضافة إلى استخداماته في قطاعات أخرى غير غذائية مثل المواد اللاصقة ومستحضرات التجميل. وأشارت إلى أن القيمة السوقية لصناعة الجيلاتين عالميًا بلغت نحو 5 مليارات دولار، ومن المتوقع أن ترتفع إلى حوالي 6.67 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027.
وأشارت مصطفى إلى أن الجيلاتين يتم إنتاجه تقليديًا من جلود وعظام الماشية وبعض الحيوانات الأخرى، لافتة إلى أن الإنتاج العالمي السنوي من الجيلاتين يبلغ نحو 326 ألف طن متري. إلا أن الاتجاه نحو استخدام جلود الأسماك كمصدر بديل يوفر إمكانات اقتصادية وتقنية واعدة، خاصة في ظل وفرة جلود الأسماك الناتجة عن عمليات التصنيع.
وأفادت أن العديد من أنواع الأسماك تصلح لاستخراج الجيلاتين منها، من بينها القرموط الإفريقي، البلطي النيلي، المبروك، القرش، والتونة، بالإضافة إلى أسماك المياه الباردة مثل النازلي، القد، بولوك ألاسكا، والسلمون. ولفتت إلى أن نسبة الجيلاتين التي يمكن استخراجها من جلد السمك تتراوح بين 2% و20%، بينما يُشكل جلد السمكة حوالي 8 إلى 10% من وزنها، وهو ما يجعله منتجًا ثانويًا غنيًا بالكولاجين والبروتين.
وأكدت الباحثة أن جيلاتين الأسماك يتمتع بخصائص فريدة تميّزه عن المصادر التقليدية، من أبرزها القدرة على مقاومة الأكسدة والبكتيريا، ما يجعله مكوّنًا مثاليًا للعديد من الصناعات، ويمكن استخدامه في صناعة الحلوى، المشروبات، الزبادي، الأدوية والكبسولات، ومنتجات العناية بالبشرة والشعر، بالإضافة إلى صناعة الغراء والمواد اللاصقة، مما يمنحه قيمة مضافة عالية ويجعله خيارًا مستقبليًا مستدامًا.