مجدي الوليلي: مصر تخطو نحو الاكتفاء الذاتي من الزيوت بالتعاون مع أفريقيا.. ويكشف عن الخريطة الاستثمارية

A A A
مجدي الوليلي
في إطار جهود الدولة لتحقيق الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، كشف مجدي الوليلي، رئيس مجلس إدارة مجموعة الوليلي وعضو مجلس النواب، عن خطة وطنية طموحة تستهدف التوسع في زراعة المحاصيل الزيتية، وعلى رأسها عباد الشمس، فول الصويا، والذرة الصفراء.

وتأتي هذه المبادرة استجابة لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة وجود إنتاج محلي يغطي على الأقل 20% من احتياجات مصر من الزيوت الطبيعية، خاصة في ظل أن أكثر من 97% من الاستهلاك المحلي يتم تغطيته عبر الاستيراد الخارجي.


نقلة استراتيجية في الإنتاج المحلي

وأوضح الوليلي في تصريحات خاصة، أن هذه المحاصيل تُعد العمود الفقري لإنتاج الزيوت النباتية، ويجري بالفعل العمل على زراعتها محليًا من خلال "جهاز مستقبل مصر"، وهو أحد الكيانات التابعة للدولة التي تعمل على استصلاح وزراعة أراضٍ جديدة في مناطق واعدة.

ولفت إلى أن هذه الخطوة ليست فقط إنتاجية بل أيضًا استراتيجية، إذ تمنح مصر قوة تفاوضية أعلى عند التعامل مع الشركات العالمية، وتعزز من مكانتها الزراعية في المنطقة.

تعاون ثلاثي بين البرلمان والحكومة والقطاع الخاص

وأشار الوليلي إلى أن لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، بالتنسيق مع لجنة الزراعة بمجلسي النواب والشيوخ، عقدت اجتماعات موسعة مع وزارة الزراعة، والبنك الزراعي المصري، ومجموعة من مستثمري القطاع الخاص، بهدف صياغة رؤية شاملة للتوسع في إنتاج الزيوت النباتية.

هذه الاجتماعات ركزت على عدد من المسارات، أهمها التوسع في التعاون مع الدول الأفريقية التي تتمتع بموارد مائية وتربة زراعية خصبة، وهي عناصر حيوية تسمح بزراعة محاصيل استراتيجية على مدار العام.

وتابع الوليلي قائلاً: "الدول الأفريقية الشقيقة يمكن أن تصبح شريكًا استراتيجيًا في تحقيق أمننا الغذائي، ولدينا تجربة ناجحة في استيراد زيت النخيل من ماليزيا، ولكن آن الأوان لتكون لدينا شراكات إنتاجية مباشرة في القارة".

خريطة الدول الأفريقية المستهدفة

وتضمنت الدراسة عددًا من الدول الأفريقية الواعدة، من بينها الجابون وسيراليون، المعروفتان بإنتاجهما الكبير من زيت النخيل، بالإضافة إلى زامبيا التي تمتلك أكثر من 40 مليون فدان من الأراضي الصالحة للزراعة. غير أن التركيز الأكبر في الفترة الحالية منصب على تنزانيا، التي اعتُبرت الأنسب من حيث الموقع الاستراتيجي والبنية التحتية.

وأوضح الوليلي أن تنزانيا تمتلك ميناء "دار السلام"، الذي يُعد بوابة بحرية رئيسية تسهّل عمليات الاستيراد والتصدير والتداول التجاري، وهو ما يجعلها شريكًا محوريًا في تنفيذ الخطة المصرية لسد الفجوة الغذائية في قطاع الزيوت.

تحقيق الاكتفاء الذاتي وربحية المستثمر

وأكد النائب أن خطة التوسع هذه تهدف إلى تحقيق أكثر من هدف في آن واحد، حيث تسعى لتأمين احتياجات السوق المحلي، وتحقيق هامش ربح عادل للمستثمر، بالإضافة إلى بناء شبكة تعاون إقليمي تخلق قيمة مضافة مشتركة. وقال: "لا يمكننا الاستمرار في الاعتماد على الخارج بنسبة تقارب 100%، خصوصًا في ظل تقلبات الأسواق العالمية، والحلول لا تكون فقط محلية بل إقليمية أيضًا".
رؤية متكاملة للمستقبل الغذائي

تعكس تصريحات الوليلي التحول في السياسة الزراعية المصرية من الاعتماد على الواردات إلى خلق بدائل وطنية وإقليمية مستدامة، فالرؤية ليست فقط تلبية احتياجات السوق من الزيوت، بل بناء شبكة إنتاج وتوزيع تربط مصر بعمقها الأفريقي، وتوفر الأمن الغذائي لملايين المواطنين، وتفتح آفاقًا اقتصادية جديدة أمام المستثمرين المصريين في واحدة من أكثر السلع الاستراتيجية أهمية.

All rights reserved. food today eg © 2022