إغلاق مطعم في أربيل بعد إعلان صادم استخدم لوحة "العشاء الأخير"

أغلقت السلطات المحلية في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، أحد مطاعم الوجبات السريعة بعد موجة جدل واسعة أثارها إعلان دعائي اعتُبر مسيئًا لاستخدامه رمزًا دينيًا مسيحيًا في محتواه.

ونشر المطعم عبر أحد حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إعلانًا ترويجيًا تضمن صورة لوحة "العشاء الأخير" الشهيرة، والتي تحمل مكانة دينية ورمزية خاصة لدى أتباع الديانة المسيحية، حيث أجرى عليها تعديلات بإضافة وجبة "بيتزا" على الطاولة، وكتب أسفلها بالإنجليزية عبارة "the last slice" أو "الشريحة الأخيرة".
هذا التوظيف الدعائي للوحة الدينية أثار موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون إساءة مباشرة للمعتقدات الدينية، ودعوا السلطات إلى التدخل السريع لمنع تكرار مثل هذه التجاوزات.

واستجابت السلطات المحلية سريعًا، حيث قامت الأجهزة الأمنية في أربيل بإغلاق المطعم. ونقلت وسائل إعلام عراقية عن قائمقام أربيل نبز عبد الحميد قوله: "نرفض أي موضوعات تؤدي إلى الفتنة وازدراء الأديان"، مؤكدًا التزام السلطات بحماية التعايش السلمي في الإقليم الذي يضم تنوعًا دينيًا واسعًا.

وقد تصدر الإعلان منصات التواصل الاجتماعي في العراق، خصوصًا بين نشطاء ومدونين من بلدات إقليم كردستان التي يعيش فيها أعداد من المسيحيين، حيث أعربوا عن استيائهم من ربط لوحة تحمل رمزية دينية بمادة دعائية تجارية. فيما طالب البعض بفرض غرامات رادعة إلى جانب الإغلاق المؤقت لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات، فيما اعتبر آخرون أن الواقعة تستوجب تشديد الرقابة على الحملات الدعائية للمطاعم والشركات.

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر عن إدارة المطعم أو مالكه أي تعليق رسمي بشأن قرار الإغلاق، وما إذا كان الإجراء سيستمر لفترة زمنية محددة أم أنه دائم. كما لم يُعرف بعد ما إذا كان المطعم بصدد تقديم اعتذار رسمي للجهات الدينية أو للمجتمع المحلي.

وتأتي هذه الواقعة في وقت يشهد فيه العراق نقاشات متصاعدة حول ضوابط حرية التعبير والإعلان، خصوصًا فيما يتعلق باحترام الرموز الدينية وعدم استغلالها في أغراض تجارية أو دعائية. ويرى مراقبون أن الحادثة قد تدفع السلطات إلى إصدار إرشادات أو قوانين تنظيمية جديدة لضبط الإعلانات التجارية ومنع أي محتوى قد يثير حساسيات دينية أو اجتماعية في المستقبل.
ويعكس قرار إغلاق المطعم حرص السلطات في أربيل على صون التعايش الديني والمجتمعي، خصوصًا أن الإقليم يُعد نموذجًا نسبيًا للتنوع الديني والعرقي داخل العراق.