يتجه استخدام التسويق بالرائحة، المعروف أيضًا بـ "التسويق العطري"، نحو الازدهار في قطاع الضيافة بمدينة بروكسل نتيجة للتعاون التجاري المتزايد مع العملاء الخاصة، يتمثل هذا التعاون بشكل خاص بين الفنادق وغرف الضيافة، وشركات النقل، والمعاملات الضيافة، ومن خلال اختيار روائح مميزة للفنادق والغرف الخاصة وأماكن الضيافة، يمكن إنشاء تجارب فريدة ولا تُنسى للضيوف، مع تحقيق تأثير إيجابي كبير على تجربة العملاء دون إزعاجهم أو تشويش رسائل الضيافة.
تهدف هذه الجهود إلى إنشاء علامات تجارية متميزة ومتناسقة مع تجربة الضيافة، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على استمرارية جذب العملاء وتقليل معدل التحول في الشركات الرائدة في مجال الضيافة، ويمكن أن تسهم الروائح المحسنة في زيادة رضا النزلاء وولائهم، وتحقيق مجموعة متنوعة من الفوائد غير المباشرة، بما في ذلك تحسين معدلات المبيعات بنسب تصل إلى 25٪ و40٪ على التوالي.
تعود فعالية التسويق بالرائحة بشكل كبير إلى تأثيرها المباشر على جزء الدماغ المسؤول عن التذكر والعواطف، فالروائح تحفز الذاكرة والمشاعر بشكل قوي، حيث يمكن للبشر تذكر الروائح بنسبة تصل إلى 65٪ بعد عام واحد، مقارنة بنسبة 50٪ فقط من المعلومات البصرية، وهذا يجعل التسويق بالرائحة أكثر فعالية من الإشارات التسويقية البصرية.
يُظهر التسويق بالرائحة تأثيرًا واضحًا على الحالة العميقة للفرد، بما في ذلك الوحدة والذاكرة والعواطف. على سبيل المثال، يمكن للروائح المميزة والمناسبة للأجواء أن تحسن الحالة المزاجية بنسبة تصل إلى 40٪، مما يشجع على تجارب الضيافة أو يساعد في جعل التجارب أكثر استمرارية وجاذبية.
أظهرت الأبحاث الحديثة أن الضيوف الذين تعرضوا لروائح مميزة في الفنادق أبلغوا عن معدل أعلى من الرضا بنسبة 20٪ مقارنة بأولئك الذين يعيشون في بيئات غير معطرة، وكان الضيوف أيضًا أكثر اختيارًا بنسبة 15٪ للإقامة في الفنادق التي تمتاز بالروائح المميزة.
بالتالي، يؤثر هذا النوع من التسويق على القيمة المتصورة والصورة الذهنية للفندق، حيث يمكن للفنادق التي تستخدم الروائح المميزة أن تحظى بقبول أكبر للرفاهية والنظافة، مما يبرر ارتفاع أسعار المبيعات والإيرادات.
بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ المراقبون أن 75٪ من جميع المشاعر التي نشعر بها يوميًا ترتبط بالشم، مما يعني أننا نتذكر الأشياء التي نستنشقها بنسبة 100 مرة أكثر من تلك التي نراها أو نلمسها ولا نفعلها.
قامت عدة شركات ومؤسسات بطرق لقياس التأثيرات النفسية للروائح، ووجدوا أن الروائح تؤثر على مجموعة متنوعة من المزاجات بما في ذلك الشكر، والتوتر، والاكتئاب، واللامبالاة، والسعادة، والشهوانية، والتحفيز.
بشكل عام، يُعتبر التسويق بالرائحة مزدهرًا في قطاع الضيافة لعدة أسباب:
- إنشاء هوية تجارية لا تُنسى: يمكن نشر الروائح المميزة في جميع أنحاء الفنادق، مما يترك انطباعًا إيجابيًا على الضيوف.
- إثارة المشاعر: تُثير الروائح المختلفة مشاعر معينة، مما يسهم في تعزيز تجربة الضيافة.
- تجربة الاسترخاء والراحة: يمكن للروائح المناسبة أن تجعل المساحات تبدو أكثر استرخاءً وراحة، مما يعزز تجربة الضيوف.
- تحسين إنتاجية الموظفين ورضاهم: يمكن للروائح المناسبة أن تخفف من التوتر وتزيد من سعادة الموظفين، مما يؤدي إلى زيادة في الإنتاجية.
- الاستدامة: يمكن اختيار خيارات استدامة في استخدام الروائح، مما يعزز صورة الفندق ككيان مسؤول بيئياً.
- الشراكات: يتعاون العديد من الفنادق مع متخصصين في تسويق الروائح، مما يسهم في إنشاء تجربة متعددة الحواس مصممة خصيصًا لعلامة الفندق وجمهوره.
يتم اختيار نكهة مميزة للتسويق بناءً على العديد من العوامل مثل رسالة العلامة التجارية، والجمهور المستهدف، وخصائص المساحة، مما يسهم في خلق تجربة مميزة تتناسب مع العلامة التجارية للفندق وتلبي احتياجات الضيوف بشكل شامل.
بالنسبة للشباب الذين يعتمدون على التسويق بالرائحة بفعالية، يجب عليهم ضمان تناسق رائحة العطر مع صورة العلامة التجارية للفندق وقيمها، مما يجعل الاستراتيجية حسية بشكل فعّال يجب أيضًا أن تتماشى تجربة العميل مع الرؤية الثقافية للفندق، وعادات السوق، فالروائح التي قد تجذب السياح في منطقة معينة قد لا تكون ملائمة بنفس القدر في مناطق أخرى لذا، فهم التفضيلات الثقافية والاتجاهات السوقية يشكل أهمية بالغة للفندق.
من المتوقع أن يشهد مستقبل التسويق بالروائح تطورًا ملحوظًا، حيث يتقدم التكنولوجيا ويتزايد الفهم العميق لتأثير الروائح على المشاعر والسلوكيات البشرية، ويمكن أن تصبح الروائح والعطور عنصرًا أساسيًا في تعزيز اللياقة البدنية بطرق محددة، مثل تقليل القلق أو زيادة الطاقة بالإضافة إلى ذلك، يشير دمج الروائح مع التكنولوجيا الرقمية إلى إمكانية دمج الرائحة في التطبيقات الطبية والتقنيات الحيوية والمجالات الرقمية بشكل أوسع.
بالنظر إلى المستقبل، يمكن أن تُحدث تقنيات الروائح الرقمية ثورة في التسويق من خلال خلق تجارب متعددة الحواس، مما يسهم في تعزيز مشاركة العملاء وتعزيز الاتصال بالعلامة التجارية بطرق مبتكرة من خلال مفهوم "إنترنت الحواس" المدعوم بالذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس، يمكن ترويج تجارب متعددة الحواس للعملاء، مما يؤدي إلى تعزيز التفاعل مع العلامة التجارية بشكل فعّال.
ومن الضروري دمج العلامات التجارية الرقمية في استراتيجيات التسويق لإنتاج تجارب فريدة للعملاء، وهذا لن يفتح فقط طرقًا جديدة لخلق روابط عاطفية مع العلامات التجارية، بل سيؤثر أيضًا في نهاية المطاف على سيطرة الضيف وتفضيلاته.
مع استمرار تطور استخدام الروائح في التسويق، يصبح تأثيرها على صناعة الضيافة أكثر عمقًا، لقد لاحظنا زيادة في رضا العملاء ومستويات الولاء الأعلى في الفنادق التي تتبنى استراتيجيات التسويق بالروائح، هذه الاستراتيجيات تمكن الفنادق من تقديم تجربة فريدة وشخصية تميزها عن غيرها، مما يجعلها مثالية في سوق المنافسة.
الصناعة بدأت بالفعل في الاستثمار في البحث والابتكارات لتطوير استراتيجيات تسويق الروائح. يمكننا التوقع أن تزداد هذه الاستثمارات في المستقبل، مما قد يؤدي إلى إنشاء إقامات فندقية تعمل على استثارة جميع الحواس، والتفاعل بشكل أكبر مع العملاء.
يتمثل المستقبل في تجاوز توقعات العملاء، وليس فقط في تلبيتها، ومن المتوقع أن يصبح التسويق بالرائحة جزءًا محوريًا في هذا التطور، حيث سيؤثر على طريقة تفاعل الفنادق مع ضيوفها وسيشكل طفرة في مستقبل اختيارات الوجهات السياحية.
أمثلة على " التسويق بالرائحة"
- Cinnabon: تستخدم رائحة القرفة الشهيرة لتوجيه انتباه العملاء نحو محلاتها ومنتجاتها، حيث يمكن للعملاء تمييز محل Cinnabon من بعيد بفضل رائحة القرفة المميزة.
- Samsung Intimate Blue: يعتبر عطر Intimate Blue من Samsung محاولة لتعزيز هوية العلامة التجارية من خلال رائحة فاكهية منعشة، يهدف هذا العطر إلى إشراك حواس العملاء وتعزيز الصورة الإيجابية للشركة.
- Subway: تستخدم سلسلة مطاعم Subway رائحة الخبز الطازج كاستراتيجية تسويقية، عند دخول العملاء إلى المطعم، يتم استقبالهم برائحة الخبز المنعشة التي تعزز الشعور بالجو الصحي والطازج.
- Abercrombie & Fitch: تعتبر رائحة المساحة الداخلية لمتاجر Abercrombie & Fitch جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية التسويق الخاصة بها، حيث يتم استخدام العطور المميزة لجذب العملاء وتعزيز الذاكرة المرتبطة بالعلامة التجارية.
- Marriott Hotels: تستخدم سلسلة فنادق Marriott رائحة خاصة تسمى "The Marriott Scent" لخلق تجربة مميزة للنزلاء، ويهدف استخدام هذه الرائحة إلى تعزيز الشعور بالراحة والفخامة، وترك انطباع دائم عن العلامة التجارية في أذهان العملاء.
