من المعروف أن المصريين القدماء استخدموا نبات البردي كورق لكتابة الوثائق والنصوص، وصنع السلال والحبال والصناديق وغيرها، وانتشرت غابات نبات البردي على طول دلتا النيل، والبردي عبارة عن نبات طويل وقوي، وكان يصنع الورق من جذوره، كل هذه من الأمور معروفة ولا جدال عليها، ولكن ما لا يعرفه الكثير أن نبات البردي كان مصدر للغذاء وكان يتم طحنه واستخدام أوراقه لتتبيل اللحوم والطعام وقتها.
البردي ضمن طعام الفراعنة
لعب نبات البردي دورًا مهم في في الثقافة الدينية والسياسية وفي حياة المصري القديم، وفي النظام الغذائي أيضَا، وقد تم إضافته إلى الحساء ومع الخضار وتناوله بجانب الأطعمة، ويرجع أهمية نبات البردي، إلى انتشاره وتواجده بكثرة، إلى جانب رائحته العطرة ومذاقه الشبية بالكرفس الأخضر.
يمكن الاستدلال على مدى أهميته عن طريقة نقوش المعابد والمقابر الأثرية، التي تصف فيها مراحل زراعة النبات وحصاده، وحتى تجفيفه وشرح استخداماته المختلفة والأطعمة التي تدخل فيها.
استخدامات ورق البردي في الأكل
واستخدمه المصريون في حشو الدجاج والطيور الأخرى، ووضعها فوق اللحوم لامتصاص الروائح والمحافظة عليها رطبة وسليمة لوقت أطول، ووضعوا البردي ضمن نظامهم الغذائي المليء الخضروات كالخس والكرفس والجرجير وغيرها، ودمجها مع زهرة اللوتس المجففة وإضافتها مع الماء لتنقية مذاقه وطعمه.
وذكر المؤرخ الإغريقي هيرودوت الذي زار مصر وقتها، ذكر في أحد مؤلفاته، أن المصريين اعتبروا جذور ورق البردي من النباتات الصحية التي تصلح للأكل، أما الأوراق فيتم طحنها مع زهرة اللوتس وتجفيفها ودمجها مع الدقيق لعمل الخبز.
البردي رمز القوة والسلطة
كان البردي رمزًا للحياة والخلود حيث كان يُعتقد أن الحياة الآخرة المصرية، وتبدأ عند حقول البردي، في حين كان هاك كثير من المعتقدات السائدة فيما يخص تناول أوراق البردي، حيث رأها المصريون نبته القوة والعافية، لذا فإن تناولها يعطي الجسم قوة مضاعفة.
كما أشيع أسطورة إيزيس التي اختبئت وراء جذور النبتة من الأشرار بعد مقتل أوزوريس، لذا كانوا يتباركون بهذا النبات وتم استخدام هورق كمصدر للغذاء، ولصنع الحبال والصنادل وظلال النوافذ والتمائم لدرء أمراض الحلق، وحتى لصنع قوارب الصيد الصغيرة.
