من 40 سنة وربما أكثر، جاء "سعد
الحرامى" -كما اشتهر بين زبائنه- إلى منطقة وسط البلد، كشاب
مُغترب جاء من محافظة الوادى الجديد من أجل البحث عن عمل ولقمة عيش في القاهرة، وفي
بادئ الأمر افترش الرصيف بشارع "شامبليون" بقِدرة فول، وبعد سنوات تطورت القِدرة
إلى عربة، والعربة بعد سنوات سريعة صارت محلاً يقدم أنواعًا مختلفة
من أطباق الفول والطعمية، واهتم بالتطوير على مدار سنوات حتى أصبح متفردًا في الأطباق التي يقدمها من حيث التنوع.
محمود سعد يتذوق فول سعد الحرامي
وكعادة الإعلامي محمود سعد الذي أصبح يهوي مؤخرًا
من خلال حساباته على اليوتيوب وفيسبوك، للتجول بين أشهر تلك المحلات الشعبية
يحاروهم ويتسامر معهم ويتذوق من صنع أيدهم ما يطبخون، نشر "سعد" منذ
يومين، فيديو عن محل "سعد
الحرامي"، وهو يجرب معه ما وصل له الفول من افتكاسات جديدة لم يكن يسمع عنها
من قبل.
وتحدى سعد الحرامي، الإعلامي محمود سعد، أن يستطيع أي محل آخر منافسته في اختراعاته بالأكل، خصوصًا بعدما وضع على
الفول القشطة والعجوة والمكسرات وأصبح مشهورًا بذلك، ونستعرض في Food
Today أحد أشهر محلات الفول في وسط البلد، وكيف وضع المكسرات والقشطة عليه.
ولماذا أحبه الناس؟.
فريد شوقي السبب في اسم "الحرامي"
ورغم أن الاسم الذي
اشتهر به "سعد" سيئ السمعة، إلا أنه يعتز به، وله قصة طريفة حكاها
لمحمود سعد، حيث أوضح أن الفنان فريد شوقي الذي أطلق عليه هذا اللقب، حيث قال إنه كان يلعب الدومينو مع أحد العاملين في صناعة الأفيش
الخاص بالإعلان عن الأفلام السينمائية، واستطاع هزيمة كل من لعب معه، حتى جاء
الفنان الراحل فريد شوقي، وطلب أن يلعب مع "سعد"، لكن حدث ما لو يتوقعه أحد، حين هزم
سعد الفنان فريد شوقي، فاتهمه ممازحاً بأنه "حرامي" وسرق الورق، ومن هنا أطلق عليه لقب
الحرامي، وأصبح الجميع ينادونه بذلك منذ وقتها.
أكتر من 50 طريقة للفول
محمود سعد وهو يجرب أطباق الفول التي وضعها سعد أمامه، كان يأكلها وهو منبهر من
حلاوة طعمها وعدم قدرته على تحديد المكونات أيضًا، وهو الذي يعتبر نفسه "ذويق"،
يختبره "الحرامي" بعد كل ما يقوله عن الأكلات المختلفة ويسأله: "ها عرفت الطبق معمول من إيه؟"، ليجيب بأنه لا يستطيع التأكيد على طعم محدد، إلا أنه يمكنه تميز
شيء مسكر نوعًا ما، يجعله لا يتوقف عن الاستمرار في الأكل، مرة يجرب بالملعقة، ومرة
يجرب بالعيش، ليكتشف بعد نصف الطبق أن طبق الفول الموجود أمامه مطبوخ مع العجوة
والمكسرات والقشطة.
يضحك محمود من شطارة "سعد" ولا
يكاد يهضم ما أكله، حتى ينزل إليه الطبق الثاني، فول بكل أنواع الجبن، يأكلها
محمود متأثرًا بسحر التجربة، ويجزم بحلاوته أيضًا، فيقول له صاحب "أطباق الفول
السحرية اللذيذة"، اتحدى أن يكون هناك محل في مصر كلها يقدم الفول بالطرق
التي أقدمها، فأنا أقدم الفول بأكثر من 50 طريقة، منهم العكاوي والقشطة والفراخ والجمبري وغيرها من الأطعمة التي تذهل الأكيلة، وعلى المائدة نزلت له
طعمية محشية، اكتشف محمود سعد وهي يقطمها أن بداخلها جبنة وقشطة أيضًا، وكذلك تحداه
أنه الوحيد في مصر التي يقدمها بتلك الطريقة.
سعد الحرامي عالمي
سافر "سعد الحرامي"، إلى دبي من فترة،
لكي يستلم الميدالية الذهبية لتكريمه، كأشهر رابع طباخ فول على مستوى العالم، بعد
أن تم تصنيفه من قبل محركات البحث "جوجل"، ويستعد "الحرامي" لافتتاح فروع جديدة في عدة دول عربية وأجنبية، وفق ما قاله في حلقته مع محمود سعد، بعدما ذاع صيته وظهوره في عدة برامج تليفزيونية، وشهرته على السوشيال ميديا.
بائع الفول صديق الساسة
والمثقفين في وسط البلد
في حوار سابق له مع جريدة
الإمارات اليوم، قال سعد الحرامي، واسمه الحقيقي "سعد محمد سيد محمد الميري"،
أنه بعد عربة الفول التي كان يعمل عليها، انتقل إلى "مقهى ممر أفتر إيت"
في الثمانينات، وهو الأهم في مجموعة مقاهي المثقفين والفنانين، والمبدعين
والصحافيين، التي يأتي إليها مشاهير الوسط الأدبي والفن، من قريتهم اليها، بعد نزولهم محطة رمسيس، وينتهي بهم الحال إما الى الصعود
لمراتب الشهرة والمجد وإما التعثر، وقد التقى بالعشرات من هؤلاء، ويتواصل مع الكثيرين منهم.
أشهر زبائنه من الفنانين
كوّن "سعد الحرامي" علاقات إنسانية
مع عدد كبير من الفنانين، منهم من أصبحوا أصدقاءه، مثل المخرج خالد يوسف والفنانين؛ خالد الصاوي، صبري فواز، الراحل خالد صالح، ريكو، سيد عبدالكريم، أشرف عبدالباقي، علي الحجار، الإعلامي الراحل وائل الابراشي، والإعلامي خيري
رمضان، والفنانة الإعلامية إسعاد يونس، إضافة إلى عشرات الكتاب والصحافيين.
أسعار سعد الحرامي
أسعار أطباق الفول في محل "سعد الحرامي" تبدأ من 30 جنيهًا، وحتى 60 جنيهًا، والساندوتشات تبدأ من 3 جنيهات، ومن المؤكد أنك ستحتاج إلى زيارة المكان بنفسك لتجربة العديد والعديد من الأصناف المختلفة للفول والسندوتشات.
سعد الحرامي مع الإعلامي محمود سعد
