يعتبر السوشي الوجبة المفضلة عند شخص على الأقل من عائلتنا أو أصدقائنا، فهي وجبة استطاعت أن تشغل قلوب الكثيرين على الرغم من غرابتها ومذاقها المختلف، بالإضافة إلى طريقة عملها الصعبة، ولكن السؤال هنا هل يرجع أصل السوشي إلى اليابان أم الصين؟.
أصل السوشي
في الحقيقة هناك نزاع حول تاريخ السوشي وماهية أصله فهل ظهر للمرة الأولى في اليابان أم الصين؟، ولكن الوثائق التاريخية تقول إنه يرجع إلى اليابان وهذا هو موطنه الأصلي، والتي ذكرت أنه بالرجوع إلى القرن التاسع عشر في اليابان كانت الديانة السائدة هي البوذية، والتي نصت على حرمانية تناول اللحوم.
أول طبق سوشي في التاريخ
ظل اليابانيون يبحثون عن بديل للحوم حتى يكون مصدرا للبروتين، فوجدوا أن السمك هو المصدر الوحيد، وبالتالي بدأوا في تناول لحم السمك النيئ وأضافوا عليه الأرز المخمر لتكون وجبة شهية متكاملة، وهو ما أطلق عليه حينها طبق السمك المعتق، وبذلك تم اختراع الشكل الأول للسوشي.
السوشي للأغنياء فقط
اعتبر اليابانيون طبق السمك المعتق "السوشي البدائي"، في الفترة ما بين القرن التّاسع والرابع عشر من الأطباق المُخصّصة للأغنياء فقط، نظرا لإتقان صنعه وخطواته المتعددة مما يجعله وصفه غنية.
طريقة تخمير سمك السوشي قديمًا
وما كان يفعله اليابانيون حين ذاك، منذ ألف عام، هو اصطياد سمك يسمى الشبوط، من أكبر بحيرة عذبة في اليابان، ثم حشوه بالأرز المملح، ولتخميره كانوا يقومون بتعريضه للضغط لمدة لا تقل عن ستة أشهر، غالبا نفس طريقة عمل الفسيخ، ليحصل على درجة ملوحة عالية ويتحول إلى لحم طري نسبيا، كما أن هذه الطريقة تسرع من عملية التخمير، فقاموا بتعريضه لكمية أكبر من الضغط وصلت فترته إلى شهر فقط.
السوشي ينتشر في الشوارع
تطورت بعد ذلك طريقة عمل طبق السمك المعتق إلى السوشي، في طوكيو، وكان الطهاة يصنعون السوشي بضغط كمية من الأرز الناضج المتبل بالخل مع طبقة من السمك في صندوق خشبي، حتى انخفض الوقت المستغرق لتحضيره إلى ساعتين فقط.
وزاد الإقبال على طبق السوشي في فترة السبعينات، عندما انتشرت عربات الباعة ومشروعات المطاعم، وأصبح السوشي وجبة في المحلات، خاصة بعد ظهور الثلاجات التي تساعدهم في الحفاظ على السمك.
السوشي ثقافة عالمية
عندما انتقلت عائلة يابانية إلى أمريكا، قامت بافتتاح مطعم السوشي الياباني في لوس أنجلوس، لتحقق إقبال واسع على هذه الثقافة اليابانية المبتكرة التي تلائم العائلات الغنية و الأثرياء في أوروبا، ثم زاد الإقبال أكثر فقاموا بافتتاح فروع أخرى في هوليود وشيكاغو ونيويورك، مما جعل السوشي في كل أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.
طرق مختلفة لتقديم السوشي
وأضافت أيادي الطهاة الفنية على السوشي الياباني الأصلي، اختراعات جديدة تواكب العصر، فقدموا السوشي الملفوف مع الأرز و الخضروات، أو مع الجبن الكريمي، والبيض، وأيضا أصبح هناك السوشي المقلي بدلا من النيئ ليزيد جمهوره أكثر ويحصل على قاعدة جماهيرية أكبر، ليصبح في النهاية السوشي الوجبة التي يلجأ إليها الجميع لتناول شئ جديد ومختلف ولذيذ.
