نحتفل هذه الأيام بقدوم فصل الربيع الذي يطل علينا بأشهر الأعياد المصرية القديمة، وهو احتفال شم النسيم، الذي اعتاد المصريين الاحتفال به منذ آلاف السنين بعدد من الأكلات الشعبية مثل الفسيخ والرنجة والبيض الملون والبصل الأخضر، وسنتعرف هنا كيف تناولت المواقع الأجنبية الفسيخ المصري وطريقة عمله وتصنيعه.
الفسيخ رمز للخصوبة والرفاهية
وقالت منظمة المنظمة العالمية "سلو فوود" المسئولة عن توثيق الطعام المحلي لتراث الشعوب، والذي سلطت الضوء على الفسيخ المصري في تقريرها، إنه طعام مصري تقليدي عبارة عن السمك بوري الرمادي الذي يعيش في كل من البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، ويكون مُخمر ومملح ومجفف.
ويتم تناول الفسيخ تقليديا خلال شم النسيم، الذي يعتبر احتفال بعيد الربيع، وهو يعود إلى العصور القديمة، وفي هذه المناسبة يكون للفسيخ معنى خاصا، ويُعتقد أن تقديم الأسماك إلى الآلهة القديمة سيضمن حصاد جيد، كما أن الأسماك المملحة ترمز إلى الخصوبة والرفاهية.
الفسيخ عمره 5 آلاف سنة
وقالت "سلو فوود" ، إن الأسماك كانت وفيرة عندما تراجعت المياه من فيضان النيل، مما يجعلهم متوفرين بسهولة. واحتفل المصريين القدماء أولا بهذا العيد في حوالي 2700 قبل الميلاد، وتزامن مهرجان الربيع مع الاعتدال الربيعي، وتخيل القدماء أن هذا اليوم يمثل بداية الخلق، ولكن عندما دخلت المسيحية مصر تم ربط هذا اليوم مع عيد الفصح القبطي، الذي يحتفل به المسلمين والمسيحيين، الأغنياء والفقراء، كلهم يأكلون الفسيخ، جنبا إلى جنب مع "البصل والخس والفاصوليا والبيض المسلوق الملون" كوجبة وطنية تحتفل بأحد أقدم المهرجانات في العالم.
الفسيخ يمنح القوة
وقال موقع My Recipes إن الفرعون المصري القديم كان أول من أكل الفسيخ، حيث كان من الشائع أن يأكله الفراعنة قبل البدء في بناء الأهرامات، معتقدين أنه سيمنحهم القوة والطاقة.
طريقة عمل الفسيخ
وسلط موقع Food Atlas الضوء على طريقة تحضير الفسيخ وقال، إنه يتم غسل السمك تم تجفيفه وتغطيته بالملح الخشن، وملء أنفه بالملح حتى يكتسب طعمًا مالحًا ولونًا فضيًا ورائحة كريهة جدًا يمكن تمييزها بالتأكيد في الواقع مثل أكلة Surströmming السويدية.
ويشتهر الفسيخ برائحته الكريهة، ونجد أن أرقام إنتاجه السنوية الدقيقة غير معروفة، لكن الإنتاج يميل إلى الزيادة في الفترة التي سبقت شم النسيم، وينتج الفسيخ بشكل رئيسي في محافظة المنوفية شمال شرق مصر.
