قديمًا، كان من الممكن أن
نقرأ هذا العنوان في باب (صدق أو لا تصدق) في جريدة الأهرام اليومية، وكان
سيخطفك العنوان قليلًا. لكن ماذا لو أخبرناك أن ما ستقرأه الآن هو حقيقي بالفعل وأن
هناك ما يسمى باللحوم المزروعة، وأننا بحاجة لمعرفة مزيد عن هذا الأمر، خاصة في
ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحيوانية في العالم بأكمله، ولعلك ستصدم عندما تعلم أن
مصر من الدول التي يباع فيها اللحوم بسعر رخيص مقارنة بالبلاد الأخرى، ويبدو أن
ظهور هذا النوع من اللحوم وما يسمى بالمزروعة في المختبر محاولة للخروج من دائرة
ارتفاع أسعار اللحوم عالميًا.
BBC نشرت تقريرًا بعنوان (لماذا سنغافورة هي المكان الوحيد في العالم الذي يبيع
اللحوم المزروعة في المختبر؟) وتحدث التقرير بشكل مفصل عن مفهوم اللحوم
المزروعة، فماذا قال التقرير؟
أول ظهور لها كان في
2013!
يقول جوش تيتريك،
الرئيس التنفيذي لشركة Eat Just، ومقرها كاليفورنيا، وهي الشركة التي بدأت اللحوم المزروعة منذ أن تم الكشف عن أول برجر تم تصنيعه في
المختبر، والذي تكلف إنتاجه 330 ألف دولار فقط 263.400 جنيه إسترليني، في لندن
في عام 2013: "انضمت عشرات الشركات حول العالم إلى السباق لتقديم اللحوم المزروعة
بأسعار معقولة إلى السوق، ولكن حتى الآن، حصلت الشركة على الموافقة على بيع منتجاتها في سنغافورة، الدولة الوحيدة في العالم التي تسمح ببيع اللحوم المزروعة في المختبر، لكنها لا تزال غير متوفرة على نطاق واسع في
أي مكان.
هذا المطعم هو الوحيد في العالم الذي يستخدم اللحوم المزروعة!
مطعم Huber's Butchery and Bistro في سنغافورة، هو المطعم الوحيد في العالم
الذي يستخدم ما يسمى باللحوم المزروعة في القائمة، وكانت ردود الفعل من العملاء "استثنائية"،
وفقًا لمالك المطعم، ويقول جوش: "اللحوم المزروعة هي لحوم حقيقية، لكن ليس عليك ذبح حيوان"، ويضيف: "طريقة تناول الطعام هذه منطقية بالنسبة للمستقبل، خاصة في الوقت الذي أصبح
هناك اهتمام كبير بحياة الحيوانات ومؤسسات تدعو لعدم ذبح الحيوانات".
إنها لحوم حقيقية وليست نباتية كما يعتقد!
على عكس ما يقال، يؤكد
التقرير المنشور على BBC أن اللحوم المزروعة ليست بدائل نباتية، إنما هي لحم
بالمعنى الحرفي للكلمة، وتتضمن العملية استخراج الخلايا من الحيوان، والتي يتم
تغذيتها بعد ذلك بالعناصر الغذائية؛ مثل البروتينات والسكريات والدهون، ويُسمح للخلايا بالانقسام والنمو قبل وضعها
في مفاعل حيوي فولاذي كبير يعمل كخزان تخمير، وبعد أربعة إلى ستة أسابيع، تُحصد المادة من
المفاعل الحيوي ويتم إضافة بعض البروتينات النباتية، ثم يتم تشكيلها لإعطائها
الشكل والملمس اللازمين.
بعض التجارب تؤكد أن مذاق اللحم حقيقي!
"إنه لحم - إنه مثالي!" تقول كاترينا،
الطالبة الإيطالية التي جاءت إلى المطعم في سنغافورة خصيصًا لتجربة الدجاج
المزروع، عادة، لأسباب تتعلق بالاستدامة، كانت لا تأكل اللحوم، لكن كاترينا تقول
إنها ستأكل هذا النوع لأنه لا يأتي من حيوان مذبوح، وكان طبق باستا الدجاج الذي طلبته 18.50
دولارًا سنغافوريًا (13.70 دولارًا أمريكيًا، 11 جنيهًا إسترلينيًا)، وهو سعر
زهيد مقارنة بالتكلفة الحالية لإنتاج اللحوم.
اللحوم المزروعة توفر العلف
وقال تيتريك:
"سواء كان الأمر يتعلق برعاية الحيوانات، أو المناخ، أو التنوع البيولوجي، أو
سلامة الغذاء، هناك كثير من الأسباب المهمة حقًا لتغيير طريقة تناولنا للحوم"، وعلى سبيل المثال، سنحتاج إلى تربية عدد قليل من الحيوانات أو استخدامها في زراعة اللحوم، وبالتالي لن تكون هناك حاجة
لمساحات شاسعة من الأراضي لزراعة العلف لإطعامها، وأشار تيتريك إلى أن خلية حيوانية واحدة
يمكن أن تنتج مئات المليارات من كيلو جرامات من اللحوم.
وبحسب تقرير التقييم
لعام 2022، الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، اللحوم
المزروعة تقنيًة غذائية ناشئة يمكن أن تساعد بشكل كبير في تقليل الانبعاثات
العالمية من إنتاج الغذاء، بسبب آثارها على الأرض والمياه والمغذيات، وما إذا كانت اللحوم المزروعة تتطلب كميات
أقل من المياه هو أمر قابل للنقاش، إذ ما زالت هناك حاجة إلى استخدام كثير من
المياه للزراعة الخلوية، وقد تؤدي
الزراعة الخلوية أو لا تؤدي إلى انخفاض كبير في استخدام الطاقة.
