«بياكل كحك ويشرب رُمان».. كيف احتفل المصري القديم بـ«رأس السنة»؟

اليوم يحلُ علينا ذكري عيد «النيروز» أول أيام رأس السنة الفرعونية والتي تبدأ بشهر «تحوت أو ما يُطلق عليه توت»، -  وهي السنة الـ 6264 في تاريخ المصريين منذ بدأ التقويم المصري - وهو أشهر احتفالات أجدادنا الفراعنة بشكل عام والأقباط بشكل خاص، ويبقى التساؤل الأهم، كيف كان شكل احتفال المصري القديم بهذا العيد وماذا تناول فيه؟.

 

احتفالات المصري القديم بعيد النيروز

عيد النيروز أو رأس السنة المصرية هو احتفال مقدس لدى المصري القديم، ينضم بجانب الاحتفالات التي لا يفوتها المصري القديم، بحسب دكتور أحمد بدران أستاذ الآثار المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة فإن السنة المصرية كانت تضم عددًا كبيرًا من الأعياد والاحتفالات مثل أعياد خاصة بالمعبودات مثل عيد آمون "عيد أُپِت" أو عيد المعبود حتحور أو خونسو أو أعياد خاصة بجلوس الملك على العرش أو أعياد خاصة بظواهر كونية.

الكعك والفطائر

يبدو أننا ورثنا إحدى العادات من أجدادنا القدامى، حيث نربط كل احتفال وعيد بأكلة، فبحسب دكتور بدران، أن كل هذه الأعياد – التي ذكرها- كان يصاحبها تناول المصري القديم للغذاء ومن أشهر الأكلات كانت الفطائر والحلوى التي كانت توزع في الأعياد مثل الكعك والغُريبة ونوع خاص من المخبوزات بعضها يصنع من السمن والعسل والبعض الآخر من حب العزيز.

وأوضح أن هذه المخبوزات والمعجنات الاحتفالية كانت أشبه بالقُرص والفطير المشلتت المعروف حاليا، وهي مخبوزات احتفالية تصنع في الأعياد والاحتفالات، بالإضافة إلى أن الوجبات الرئيسية في تلك الأيام يحتل فيها الخبز "العيش" مكانة كبيرة لدى المصري القديم الذي لديه ما يزيد عن 80 نوع خبز مصورين على جدران المقابر والمعابد سواء كان خبز مستدير أو رأسي مثل الفينو والفطائر ومخبوزات مختلفة الأشكال وأحيانا على أشكال حيوانية.

 

وبحسب أستاذ الآثار المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة، كان المصري القديم يقدس الخبز وكان متواجدًا بجانب كل الأكلات مثلما نفعل اليوم سواء كانت الأكلة تحتوي على الأرز أو المكرونة ومثلما نقسم اليوم بـ"العيش والملح" لأهميته وهو موروث تراثي من أجدادنا المصريين القدماء.

حلوى رأس السنة المصرية

كما كان يشيع خلال رأس السنة المصرية ما يسمى بـ"حلوى رأس السنة" المصنوعة من السمن والدقيق والعسل وأحيانا حب العزيز المطحون ويصنعون منه فطيرة محلاة يتم توزيعها في الأعياد والاحتفالات في أكشاك على الناس وأحيانا كان يتم توزيع قطع اللحم.

المشروبات المصرية القديمة

بحسب دكتور أحمد بدران كان لدى المصري القديم مشروبين رئيسيين هما منقوع الشعير "البيرة" وهو مشروب لكل المصريين، سواء غني أو فقير، والنبيذ والذي كان يصنع من العنب أو البلح "عرق البلح".

بالإضافة إلى مشروبات أخرى مثل الخروب والدوم ومشروبات الفاكهة الموسمية مثل الرمان ومنقوع التين البرشومي كان مشروبا مسكرًا ومفيدًا ولا تزال هذه المشروبات موجودة حتى اليوم.