ما من شخص يعرف أن القبعة الطويلة التي يرتديها شخص ما تدل على أنه شيف أو طاهي محترف يعمل في أحد المطاعم، وهي قبعة ذات شكل مميز ربما يجدها البعض مضحكة أو أنها طويلة بلا داعي، ولكن هل تساءلت يوما عن السبب ورائها، والتي كلما زاد طولها كلما كان الطاهي أكثر شهرة وخبرة؟.
تعدد المصادر حول قبعة الطهاة
هل كنت تتصور أن تلك القبعة ربما يكون تم اختراعها لتحمي صاحبها من القتل؟، هذه هي الحقيقة، رغم تعدد المصادر التاريخية والحكايات حول أصل القبعة الشهيرة للطهاة، وبحسب موقع Campus Cooks، فإن أصلها يعود للقرن السابع عشر، حيث كانت تسمى "طوق Toque " بالفرنسية، وهي مشتقة من الكلمة العربية بنفس المعنى، وكانت تستخدم لجمع الطاهي لشعره حتى لا يتناثر في الطعام، ولكن اختلفت الرواية بحسب "نيويورك تايمز"، حيث قالت إنها تعود إلى القرن السادس عشر، وتم اختراعها في فرنسا هي والمعطف الأبيض الشهير للطهاة.
عمرها 1000 عام
لكن مدونة "آي هوريكا" للطهي تقول إن أصل زي الطهاة يعود لأكثر من ألف عام، وتحديدا للدولة الأشورية حينما كان يتم اختيار الطهاة بعناية كبيرة وبحرص شديد للعمل لدى الملوك والحكام، لأنهم يمتلكون القدرة على وضع السم بسهولة في الأغذية والمأكولات المُعَدة، وكانوا يرتدون وقتها قبعات تشبه التيجان ولكنها مصنوعة من القماش، وبدون مجوهرات، وذلك للثناء على مجهوداتهم وإعطائهم التبجيل اللازم، ومن هنا بدأت فكرة ارتداء الطهاة للقبعات.
القبعة للحماية من القتل
وتحكي قصة أخرى، أنه في أواخر الحكم البيزنطي، كان يتم قتل وسجن المفكرين والمبدعين بكافة أعمالهم، وكان من ضمنهم الطهاة، بسبب تهديدهم للمجتمع والثقافة بتفكيرهم المتنور، وتشجيع العامة على التفكير والتحليل، لذلك كان يلجأ الطهاة للاختباء في الكنائس الأرثوذكسية، وحتى لا يقوموا بلفت الانتباه كانوا يرتدون قبعات طويلة مثلما كان يفعل الكهنة وقتها، ولكن حتى يحافظوا على احترامهم لرجال الكنيسة، قاموا بارتداء القبعات البيضاء بدلًا من السوداء التي كان يرتديها رهبان الكنيسة.
وأرجع موقع Campus Cooks، أول صورة للطهاة إلى عام 1822 حيث قام الطاهي الفرنسي ماري أنتوني كاريم، برسم إثنين من الطهاة يرتدون قبعة بيضاء وسترة مزدوجة الصدر مع ربط مريلة مطبخ حول خصرهم، وأصبح زيا متعارفا عليه في أوروبا حتى نهاية القرن التاسع عشر.
