لا تشتهر دول شمال إفريقيا والمغرب على وجه الخصوص بمأكولاتها الراقية فحسب، بل تشتهر أيضًا بالحلويات والمعجنات، ويعد الكريب المكون من ألف ثقب والمعروف باسم «البغرير» أحد الحلويات الشهيرة في المنطقة.
ما هو البغرير؟
بحسب موقع Flavors، البغرير، هو كريب مغربي محضر من دقيق السميد يتميز بخصوصية طهيه على جانب واحد فقط، ويتميز بالعديد من الثقوب الصغيرة في الأعلى، ويتم غمره تقليديًا في صوس محضر بالزبدة والعسل، ولكن يمكن أيضًا تغطيته بزيت الزيتون أو ماء زهر البرتقال أو السكر أو المربى أو معجون أملو «اللوز المحمص وزيت الأرجان والعسل».
ما هو أصل البغرير؟
كل من المغاربة والجزائريين يدعون ملكية هذه الحلوى اللذيذة، حيث أن هذه الوصفة القديمة تعود إلى البربر، السكان الأصليين لشمال إفريقيا، والبغرير هي في الواقع كلمة أمازيغية وتعني "لينة جدا"، وله أسماء مختلفة حسب المنطقة أو بلد المنشأ، وفي البربرية، يُطلق عليها أيضًا إيدارنان وتيريفين وتيبواجين في منطقة القبائل، وفي الجزء الشرقي من الجزائر وفي تونس، يطلق عليه اسم "الغريف".
في قسنطينة (شمال شرق الجزائر) يسميها الناس كورسا، يطلق عليه اسم خرينجو في أوراني شمال غرب الجزائر وكذلك في شمال شرق المغرب، حيث يطلق عليه أيضًا حطيطة.
البغرير التقليدي
تُعرف أنواع الكريب المماثلة أيضًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط باسم قطايف، على الرغم من أن هذه النسخة مليئة بالجوز والتمر وجوز الهند المبشور أو حتى الجبن، بعد طهيها وقبل أن يتم قليها جيدًا، اعتمادًا على المكان الذي يأتي منه البغرير، سيكون هناك العديد من الإضافات التقليدية.
وفي منطقة الجزائر، غالبًا ما يتم رشها بماء الزهر والقرفة، وفي منطقة القبائل، يعلوها زيت الزيتون والسكر، وفي ولاية غرداية جنوب الجزائر وكذلك في منطقة القبائل، وهناك نوع شهي من البغرير حيث يتم تكديس العديد من الكريب وحشوها بالطماطم والبصل، وكذلك اللحوم أو القديد "اللحم المجفف المملح"، وهناك وصفة مماثلة من القرن الأفريقي، يصنع الإثيوبيون والإريتريون خبزًا مسطحًا مصنوعًا من خشب التيف يسمى إينجيرا.
البغرير حول العالم
أما الصوماليون واليمنيون يصنعون اللاحوه، دقيق الذرة وخبز دقيق القمح، ويتميز كلا الخبزين أيضًا بالعديد من الثقوب الصغيرة، وهم أخف وزنا وأكبر بكثير من البغرير، وبالرغم من ذلك يتم تحضيرها يوميًا واستخدامها كخبز لمرافقة الأطباق المختلفة مثل زيجني أو دورو وات في إثيوبيا وإريتريا.
ويمكن استخدام اللحم كأساس لوصفة يمنية تسمى الشافوط والتي تحظى بشعبية كبيرة خلال فترة رمضان، وفهو من الأطباق المفضلة في رمضان في المغرب، على الرغم من أنه يمكن أيضًا إعداده على مدار العام كوجبة إفطار، كما هو الحال في الجزائر.
الطريقة الحديثة للبغرير
وصفة البغرير الحديثة تستدعي الخميرة التي ربما لم تكن مدرجة في الوصفة التقليدية، وتقوم النساء بإعداد الخليط مسبقًا وتتركه يرتاح لساعات، مما يسمح له بالتخمر لإنشاء الفقاعات التي من شأنها أن تساعد في توليد كل تلك الثقوب الصغيرة التي لا تضاهى.
