حكاية الست عزيزة.. ربة منزل وهبت أموالها لإطعام الفقراء بمنطقة إمبابة

في مصر "ماحدش بينام من غير عشاء"، وفي إمبابة الجميع يتناول الطعام على مائدة الست عزيزة، "أم الغلابة" كما يطلق عيلها أهالي المنطقة، حيث تفرش "عزيزة" سفرتها العملاقة كل يوم في الشارع ليتناول المارة طعامها بالمجان.

جاءت الست عزيزة من إحدى قرى محافظة المنوفية، إلى منطقة إمبابة بالجيزة منذ 30 عاما، ومنذ ذلك الحين تقوم بإعداد الطعام لكل الجائعين والمحتاجين بالمجان، وتقول الست عزيزة عبد العظيم، إنها تنحدر من أسرة فقيرة من محافظة المنوفية، وعانت سنوات طويلة من الفقر والجوع وقالت: "كنا أيام كتير مش بنلاقي أكل ناكله ولا حتى لقمة عيش أنا وأسرتي، وحلفت أن لو ربنا كرمني مش هاسيب حد جعان في قريتي، أنا أكتر واحدة أقدر أحس بمعني الجوع وذله".

تعرف السيدة عزيزة مدى قسوة الفقر والحرمان والجوع، لذا قررت أن تطعم كل من يأتيها جائعا، وبعد أن تزوجت السيدة الطيبة وانتقلت من قريتها إلى منطقة أمبابة بالقاهرة، بدأت في تنفيذ وعدها بجمع التبرعات لشراء الأكل وإطعام الفقراء والجائعين في قريتها".

الشيء الذي لم تتوقعه الست عزيزة، أن المتبرعين بالمال يتوافدون إليها، وأصبح لديها فائض كبير من المال، وفكرت في تنفيذ مشروعها الإنساني في منطقتها وإقامة الولائم والأطباق على سفرة كبيرة تحت منزلها ودعوة كل محتاج لتناول الطعام، وسرعان ما أصبحت المائدة إثنين وثلاثة، إلى أن أصبحت خيمة كبيرة عكف فيها المتطوعين على مساعدتها في إعداد الطعام وتقديمه.

على مدار ثلاثين عاما والسيدة عزيزة تطعم الجائعين والفقراء، بكل حب وتفان دون كلل أو تعب، وتخطط في الاستمرار لتقديم الطعام لكل من يأيتها جائعا.