د. شريفة أبو الفتوح لـ «فود توداي»: الدايت ليس حرمانًا.. والتغذية السليمة هي الحل الأمثل لمرضى السرطان

من منّا لا يتمنى الوصول إلى الوزن المثالي؟ فبعد انقضاء موسم الإجازات، تزداد حيرتنا في كيفية اتباع النظام الغذائي، وأي نظام سيساعدنا على حرق الدهون بشكل أكثر دون أن نفقد من عضلاتنا، إذ يعاني بعضنا عدم مقدرتنا على اتخاذ أول خطوة في النظام الغذائي، وهذا يرجع لعدة أسباب من أهمها شعورنا بأن النظام الغذائي هو حرمان من الطعام، وهذا ليس صحيحًا بالمرة، (فود توداي) حاورت الدكتورة شريفة أبو الفتوح استشاري التغذية العلاجية، حول كيفية استعادة نظامنا الغذائي، وما هي أول خطوة نتبعها قبل بدئنا للحمية الغذائية، وأفضل نظام غذائي للأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة والسرطان، وعدة أسئلة أخرى ستجدها في الحوار التالي.

في موسم الإجازات، كيف نحافظ على نظامنا الغذائي؟

في الحقيقة، معظم الناس يتركون أنفسهم للطعام في الإجازات، ويقنعون أنفسهم أن بعد العيد سيتبعون نظامًا غذائيًا، ولكن الطريقة المثالية التي ستجعلك مستمرًا في النظام الغذائي بالإجازات وفي ذات الوقت لا تشعر بالحرمان، هي تخصيص أول يومين فقط في الإجازة لأكل كل ما تُفضله، وبعد اليومين مباشرةً نعود إلى نظامنا الغذائي، هذه الطريقة ستشعرك بعدم الحرمان وأيضًا ستجعلك على حرق الدهون.

كيف نستعيد نظامنا الغذائي بعد انقضاء الإجازات؟

بعد انتهاء الإجازات يُفضل عمل يومًا للديتوكس، لأن الديتوكس يخلص الجسم من المياه الزائدة، وفي ذات الوقت يقوم الديتوكس بعملية تجويع للجسم فيؤدي إلى حرق الدهون بشكل أكثر، وأفضل فاكهة للديتوكس هي البطيخ، لأنه يحتوي على عديد من الفيتامينات والمعادن والألياف، التي تغني الجسم عن احتياجه للطعام، كما أن هناك بعض الأشخاص يفضلون عمل أسبوع كامل من نظام الديتوكس ما بين الفصول، أي ما بين فصل الشتاء والصيف أو فصل الخريف والربيع.

والديتوكس يمر بثلاث مراحل، أول مرحلة هي ال Pre Detox وتكون يومين فقط، وهذه المرحلة تكون لتأهيل الجسم، وذلك بأكل فاكهة وخضراوات فقط، ثم المرحلة الثانية هي ال Detox وتكون لمدة ثلاثة أيام، نأكل فيها نوعًا واحدًا من الفاكهة مثل عصير العنب والبطيخ فقط، والمرحلة الأخيرة وهي ال After Detox، ونأكل فيها فاكهة وخضراوات لكي نؤهل جسمنا أننا سنعود لأكل الطعام مجددًا، فهذا النظام من أفضل أنظمة الديتوكس.

هل النظام الغذائي وحده يكفي؟ أم يجب عمل تمرينات رياضية؟

النظام الغذائي وحده لا يكفي، فالتمرينات الرياضية جيدة جدًا للجسم للحفاظ على العضلات، فضلًا عن أنها مهمة جدًا للصحة بشكل عام والحالة النفسية أيضًا، ولكن من المهم اختيار التمرين الذي يناسبنا بحسب عمرنا ووزنا، فمثلًا لا يجب أن نجعل الأطفال يذهبون إلى الصالات الرياضية ويحملون أوزانًا، وأيضًا يجب أن تضع في اعتبارك ما الذي تحتاجه من الرياضة، فإذا كنت تحتاج إلى بناء عضلات فيجب أن تحمل أوزانًا، أما إذا كنت تريد أن تنقص من وزنك ابدأ بالكارديو، وبعد عمر الأربعين يجب على الشخص أن يجري عدة فحوصات قبل دخوله إلى الصالة الرياضية، لأننا لاحظنا في الآونة الأخيرة ازدياد عدد الوفيات للأشخاص وهم يلعبون الرياضة، وأفضل رياضة تدوم للأبد هي رياضة المشي، لأن المشي يزيد من هرمون السيروتونين الذي يجعل الشخص سعيدًا.

ما نصيحتك لمتبعي أي حمية غذائية الذين يرغبون في حرق الدهون دون أن يفقدوا من عضلاتهم؟

نصيحتي لهم هي رياضة السباحة والمشي، لأن هاتان الرياضتان يحافظان على العضلات وفي ذات الوقت يساعدان على حرق الدهون، كذلك المشي يساعد على الهضم وينظم حركة الأمعاء، أما السباحة مفيدة جدًا لكبار السن، لأنها تقوي عضلاتهم دون أن تؤدي إلى تعب في قلبهم.

تزداد مُغريات الطعام في المصايف، فما النصيحة للأشخاص المتبعين حمية غذائية كي يحافظوا على نظامهم الغذائي في هذه الفترة؟

في البداية يجب أن أقنع نفسي أنني لا اتبع أي حمية غذائية، لأنني إذا اقتنعت بأنني مُتبعة نظام غذائي، فسوف يؤدي إلى فشل النظام حتمًا، فإذا رغبت في المصيف بأكل الحلوى مثل لقمة القاضي فلا مانع من ذلك أبدًا ولكن من الضروري أن نأكلها قبل الليل، حتى لا تزيد من نسبة السكر في الدم، والشيء الثاني هو كثرة المشي، فإذا اتبع الشخص هذه النصائح سيؤدي ذلك إلى تثبيت وزنه.

مرضى الأمراض المزمنة مثل مرضى السكر ومرضى الضغط، هل لهم نظام غذائي خاص؟

أنا أرى أن مرضى السكر هم أكثر مرضى صحيين في العالم، إذا اتبعوا النظام الغذائي الخاص بمرضهم، فمن الضروري أن يصاحب الشخص المرض، لكي يعرف ما الذي يجعل السكر غاضبًا، والشيء الذي يجعل السكر غاضبًا هو مؤشر سكر الدم، فإذا ارتفع سيؤدي إلى ارتفاع السكر، والشيء الذي يزيد من نسبة السكر في الدم، هو الأكل على معدة فارغة سكريات بسيطة مثل البونبون والبسكويت والعصائر والفاكهة، ولكن إذا رغبت في أكل تلك السكريات فيجب أن تأكل قبلها أطعمة بها نسبة عالية من الألياف مثل الخضراوات الورقية حتى تضبط مؤشر سكر الدم، فالنظام الغذائي لمرضى السكر يكمن في ضبط تناول الطعام من حيث عدم الإكثار في السكريات أو النشويات التي تزيد من نسبة دهون الجسم وتزيد أيضًا من نسبة السكر في الدم، أما مرضى الضغط نظامهم الغذائي يكمن في تقليل الملح وتقليل المشروبات التي تزيد من نسبة المياه في الجسم مثل المشروبات الغازية، وكذلك تقليل الأطعمة التي تحتوي على صوديوم.

ما نصيحتك لمن لديهم هوس بالميزان، وهل يوجد مواعيد مثبتة لقياس الوزن؟

قياس الوزن كل يوم ليس صحيحًا تمامًا، إذ يبدأ قياس الوزن بعد مرور أسبوع من الحمية الغذائية، ولا يجب أن نقيس وزننا بعد تناولنا للطعام مباشرة، فأفضل وقت لقياس الوزن يكون في الصباح قبل تناول أي شيء، ويجب في قياس الوزن مراعاة لعدة أشياء، مثل الإصابة بمياه زائدة في الجسم، والإصابة بالإمساك، لأن هذه الأشياء تزيد من الوزن وتكوَن كيلوجرامات غير حقيقية، فبعد اتباع هذه النصائح إذا وجدت نفسي بنفس الوزن دون نقصان، فمن الضروري عدم اليأس وإعطاء فرصة أسبوع آخر، لأن بعض الأجسام لا تستجيب للحمية الغذائية من أول أسبوع.

حدثينا عن مؤسسة Envision، المؤسسة الأولى لدعم الأبحاث العلمية لعلاج السرطان بالتغذية؟

في البداية، كان اسم المؤسسة Envision، ثم تغير اسمها لتصبح مؤسسة مصر للبحث والتنمية المجتمعية، وهذه مؤسسة بحثية تقوم بعمل أبحاث لمحاربة السرطان بالتغذية السليمة، فأول شيء عملنا عليه في هذه المؤسسة هو معرفة ما الشيء الذي تحبه الخلية السرطانية لكي نقوم بإبعاد هذا الشيء، فهناك عدة أشياء لعلاج هذا المرض غير العلاج الكيماوي، من ضمنها عملية تسمى Starvation أي تجويع للخلية السرطانية من الأطعمة التي تحبها كالسكريات وجميع أنواع النشويات، كذلك البروتينات يجب التقليل منها، فالشيء الوحيد الذي لا تحبه الخلية السرطانية هو الدهون، فأفضل نظام غذائي لمرضى السرطان هو أخذ 75% من الدهون الصحية، و5% من النشويات، و20% من البروتينات، كما أن أبحاثنا لا تقتصر فقط على هذا المرض، فهي تحارب جميع الأمراض المستعصية مثل مرض الصرع، لأن هذا المرض ليس له أي علاج دوائي غير العلاج بالتغذية فقط.