كلنا نتعرض لمواقف حزينة ومحبطة في
رحلة الحياة الطويلة، ومنا من يتخلص من متاعبه بالعمل أو البقاء مع الأهل
والأصدقاء، وهناك من تفتح شهيته للأكل عند مروره بأزمات نفسية، خاصة الفتيات، فبعضهن يأكلن الشوكولاتة والشاورما وحتى المحشي بنهم، على الرغم من أن المشكلات في أغلب الأحيان تتزامن مع فقدان الشهية والرغبة في الأكل.
ويُعرّف الأطباء الرغبة غير المبررة لأكل وجبات معينة في أوقات عدم الراحة أو الاكتئاب والتوتر، بالجوع العاطفي، وهي ظاهرة شائعة
بين الفتيات والسيدات بشكل أكبر، وعادة ما يزول هذا الجوع، عندما تتحسن الحالة المزاجية، وينتشر بين الفتيات في هذه المرحلة، تناول السكر والأطعمة
المالحة والدسمة والكربوهيدرات والكافيين أو الحلوى، وسألنا في Foodtoday، عدد من البنات "بتاكلوا إيه وانتو مكتئبين؟".
الشوكولاتة والحلوى
الحلويات لها تأثير كبير على العقل والمعدة، كما أن لها قدرة خاصة على جعلك تشعر بالسعادة، وأغلب مدمني السكريات أكدوا على مدى فاعليته في
تغيير "المود"، ربما لان السكر والجلوكوز هو مكون رئيسي في تحفيز مواطن السعادة
في المخ، وعن ذلك تقول "سناء خالد": "لما بكون متضايقة بدور على السكريات عمومًا".
وأكدت أنها حين
تكتئب تأكل الحلوى وبخاصة الشوكولاتة بنهمٍ شديد، ولا تستطيع السيطرة علي هذا الأمر، وقد اكتشفت
مبكرًا أن سعادتها ارتبطت بالحلويات ولم تحاول مقاومة الأمر، وأضافت: "أصدقائي عندما أكون مكتئبة أو مضغوطة
يسرعون بإحضار الشوكولاتة والحلويات المحببة لدي".
المحشي في نص الليل
وعلى الرغم من أن الرغبة في تناول شيئاً معيناً يمكن
أن تكون قوية جداً وتستحوذ على أفكار الفرد، خاصة خلال المشاكل، إلا أن العقل يستطيع نسيان هذه الرغبة
إذا ما انتظر الفرد ولم يشبعها فوراً، لكن أغلب الجائعين المكتئبين لا ينتظرون، حيث تقول "رحاب" إن الوجبات الدسمة هي سبيلها الوحيد للخلاص من الأحزان وتقول "بحس أن المكرونة
بالبشاميل أو المحشي بيحضني وبيطلعني من أحزاني، ويمكن بعدها أنسى كنت متضايقة ليه".
وأضافت "رحاب" أنها تشعر بجوع غريب وغير مبرر في
أوقات اكتئابها أو أيام الامتحانات، وتبدأ في البحث عن الوجبات الدسمة التي تحب تناولها،
والتهامها حتى في الساعات المتأخرة من الليل، وقالت عن هذا الأمر "أكل بدون وعي ولا حساب".
الشاورما صديق الأحزان
لطالما ارتبط حب الناس للشاورما إلى المضطلح النفسى الذي يسمى "الجوع
العاطفي"، ولا يوجد سبب علمي أو طبي يفسر هذه العلاقة الغريبة، وتقول "ضحى": "الشاورما
هي صديقي الذي لا يخذلني أبدًا في أوقات حزني، وفي أيام أمتحانات الثانوية العامة زاد
وزني 5 كيلو ويمكن أكثر بسبب سندوتشات الشاورما والتومية الموجودة دايمًا على سفرتي".
رائحة الكيك في البيت
وعلى عكس هذا، فيمكن لإعداد نوع معين من
الطعام المساعدة على الاسترخاء وتغيير "المود"، فتقول "سمية مجدي" إنها تحب عمل
المعجنات "لما بكون مكتئبة بقوم أعجن، ريحة العجين في البيت بتسببلي السعادة وكذلك
الكيكات المختلفة، ممكن أعمل كيك برتقال مثلاً وآخد قطعة أكلها وأنا مبسوطة؛ عشان طلعت مظبوطة
وشهية"، وأضافت: "لكن لو مش قادرة أعمل.. بتفرح على الوصفات في الفيديو سريعًا، وأفضل اشترك في قنوات طبخ جديدة من أي دولة واتفرج
على الريف التركى والأوزبكستاني خصوصًا، لان أكلهم مبهج وشهي بالنسبالي".
