ربما لم نسمع الكثير عن الأكلات البريطانية، لكننا نحفظ عن ظهر قلب الأكلات الإيطالية ونعشقها، وربما لأن المطبخ البريطاني لا يحظى بالشهرة ذاتها التي يحظى بها المطبخ الإيطالي أو الفرنسي أو الأمريكي، ومن أشهر الأكلات البريطانية التي ستجدها في كل المطاعم في بريطانيا تقريبا هي "السمك والبطاطس" أو "فيش أند شيبس".
سر أشهر أكلة بريطانية
وبحسب موقع Flavors السمك والبطاطس بلا شك الطبق الأكثر تمثيلا وشعبية للمطبخ البريطاني، وتُعرف هذه الوجبات السريعة بالعامية باسم عشاء السمك في اسكتلندا وأيرلندا الشمالية، كما أنها مشهورة في أستراليا ونيوزيلندا، كما نمت شعبية "فيش أند شيبس" في أجزاء من أمريكا الشمالية (معظمها في نيو إنجلاند وشمال غرب المحيط الهادئ والبر الرئيسي لكندا)، وكذلك في جنوب إفريقيا، وهناك ثلاثة أنواع من الأسماك بلا منازع لوصفة "فيش أند شيبس":
الحدوق
يُغمس فيليه السمك في خليط من البيض والدقيق والبيرة والماء الفوار وصودا الخبز والملح، ويُقلى بالزيت النباتي أخيرًا، يُرش الطبق بالملح وخل الشعير، ويمكن تقديمه مع الكاتشب والمايونيز وصلصة ورشسيستر والأيولي و / أو صلصة التارتار والليمون، ويمكن أن يحل فتات الخبز أحيانًا محل خليط البيرة للأسماك ورقائق البطاطس.
ما هو أصل أكلة السمك ورقائق البطاطس؟
تعود الوصفة إلى القرن السابع عشر، عندما استورد اللاجئون اليهود من البرتغال وإسبانيا الأسماك، ومع ذلك، فإن نسختها الأصلية كانت تسمى pescado frito (سمك مقلي) باللغة الإسبانية، وفي البداية كان الباعة الجائلون يبيعون السمك المقلي في عام 1839، وأخبر تشارلز ديكنز في كتابه الشهير "أوليفر تويست" عن وجود مستودع حيث كان يُباع السمك المقلي بالخبز والبطاطس.
وبخبرنا التاريخ أن أول متجر رسمي لها يعود إلى عام 1860، وافتتح في لندن، لصاحبه جوزيف مالين، وهو مهاجر يهودي إسباني، لذلك يمكن تعريف الطبق على أنه أول طبق إنجليزي حقيقي لتناول الطعام في الخارج.
انتشار الأكلة بين الناس
أصبحت وصفة السمك والبطاطا على الفور وجبة شهيرة بين الطبقة العاملة الإنجليزية التي استمتعت بها كوجبة سريعة، وكانت متاجر السمك والبطاطا الأولى بسيطة للغاية، وكانت الأسماك تُقلى في مرجل كبير وتُقدم في ورق الصحف.
وبدأ الطبق بالانتشار من إنجلترا واسكتلندا، في نهاية القرن التاسع عشر، وصلت إلى أيرلندا، وخاصة في ميناء كوبه، جنوب الجزيرة، كما وصلت إلى أستراليا ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا وكندا والولايات المتحدة.
وتبيع بريطانيا أكثر من 250 مليون "فيشد أند شيبس" سنويًا، ومن المتداول، أنه أثناء الحرب في نورماندي، صرخ الجنود البريطانيون "السمك" وكان على رفاقهم الإجابة بـ "الرقائق" للتأكد من أنهم بريطانيون وليسوا ألمانًا.
