لو أن لديك صديقًا نوبيًا أو دخلت بالصدفة إلى أحد تلك الجروبات الخاصة بالنوبيين ستجد كويمكسات عديدة حول مشروب "الأبريه"، يقول أحدها إن النوبي الحقيقي هو من يشرب 17 كوبًا من مشروب الأبريه في اليوم، وعندما بحثنا حول الأمر وجدنا أن كافة النوبيين يشربون هذا المشروب في شهر رمضان، فما هي مكوناته وما قصته؟.
وبعد مرحلة التخمير تُخبز قطع من الخليط ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺝ "ﺍﻟﺪﻭﻛﺔ" وهي قطعة حديدية مثل القطعة التي تُصنع عليها القطايف ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻃﺒﻘﺔ ﺭﻗﻴﻘﺔ بطريقة دائرية، والتي يتم صناعتها بخشبة نصف دائرية مخصصة لعمل الأبرية أو باليد، وترفع سريعًا بالسكين قبل أن تحمر وتوضع على الطبق النوبي المسمى بـ"الشوور" أو " التاجدي".
وبعد التأكد من جفافه يفتت الأبريه لقطع صغيرة في حجم مقلة العين وتوضع فى أكياس من القماش ليحتفظ بتهويته وجفافه، ﺃﻣﺎ ﻋﻦ طريقة ﺗﺤﻀﻴﺮﻩ للشرب ﻓﻴﺘﻢ ﺧﻠﻄﻪ ﺑﻌﺼﻴﺮ ﺍﻟﻠﻴﻤﻮﻥ أو قمر الدين أو التمر الهندي ﺃﻭ ﺃﻯ ﻧﻮﻉ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﺮﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﻳﺨﻠﻂ ﺑﻌﺼﻴﺮ ﺍﻟﻠﻴﻤﻮﻥ.
ووفقا لإحدى الروايات الأكثر ترجيحًا، فإن تاريخ علاقة السودانيين بـ"الحلو مر" تعود إلى ما قبل 5 آلاف عام، عندما فكرت سيدة من شمال السودان بالاستفادة من جوال ذرة غمرته مياه الأمطار لعدة أيام؛ فقامت بطحنه وتخميره وأضافت له مجموعة من التوابل المحلية من أجل تحسين رائحته وفائدته الغذائية ومن ثم صنعت منه رقائق بنية اللون جمعت بين نكهتين، مما جعلها تطلق عليه تسمية "الحلو مر".
وبدأت تلك السيدة بتقديم عصير تلك الرقائق لضيوفها بعد إضافة الماء والسكر إليه، لكنها سرعان ما اكتشفت ميزة أخرى له إضافة إلى طعمه الجميل، حيث يساعد بشكل سريع في قطع حالة العطش خصوصًا في المناطق الحارة وهو ما جعل منه المشروب المفضل في شهر رمضان منذ ذلك الوقت.
All rights reserved. food today eg © 2022