الأكل مزاج لدى ملايين المصريين، فنحن شعب يعشق الأكلات الحرشة الدسمة ذات المذاقات المتنوعة الصاخبة، والفول أهم الأكلات التي لا يختلف عليها أثنان، هذا الطبق العزيز الذي يصلح لأي وقت، ويضاف إليه كثير من الإضافات، بداية من البصل والثوم والزيت الحار، وصولًا بالبيض والسجق الزبدة، وأخيرًا "اللية"وهي دهن أو شحم الخراف والأبقار، ولكن ما الذي يجعل المصريين يحبون الفول باللية ومتى بدأت علاقة الحب الدسمة هذه؟!
أيه هي اللية؟
اللية وهو عبارة عن الشحوم والدهون الموجودة في جسم الخروف والذي يتم استخدامها كما تستخدم السمن والزبدة الفلاحي، وهي قابلة للذوبان بسهولة كالزبدة، لكنها أكثر دسامة ومذاقًأ، يشبه مذاقها مذاق اللحم المشوي أو اللحمة "لملبسة".
أمته بدأ المصريين استخدام اللية في الأكل؟
بدأ الأمر في العصر الفاطمي، عندما بدأت الدولة في استيراد أنواع الخراف خارج مصر، وأصبح شراء اللحم على المصريين أمر عثر، فبدأ المصريون بشراء العظام وحواشي الخراف والأبقار، وشحم الخراف أو اللية، لإضافته للطعام ليجعله أكثر دسامة ومذاق يشبه اللحوم، وكانت اللية لسنوات سمن الفقراء، واستخدمته ربات البيوت كبديل للزبدة أو السمنة، وإضافته للبيض والفول والعدس لإضفاء مذاق اللحم الضأن على هذه الأكلات البسيطة.
اللية وصحة الإنسان
بدأت اللية تتحول كونها سمن الفقراء وتنتشر وتتواجد في جميع بيوت المصريين وازهر شهرته بسبب مذاقه الدسم، وقدرتها على إعطاء الجسم القوة والنشاط، حتى أنه أشيع أنها تحسن الأداء الجنسي للرجال، وتوضع الليه فوق الأطعمة كالمحشي والأرز وإضافتها إلى مرق اللحم، وحتى أطباق وطواجن الفول والصلصات، لتعطي رائحة ومذاق الضاني لأي طعم أكل.
استخدام اللية في أغراض غير الأكل
كانت السيدات قديمًا يستخدمون اللية في تطويل الشعر وتكثيفه، عن طريق خلطه بزيت الشعر وتطبيقه على الشعر يوميًا، كما كان يخلط مع كحل العين لتكثيف شعر الرموش والحواجب، كم استخدمه السيدات كماسك للبشرة لتنعيمها ومنح نضارة طبيعية بسبب احتوائها على نسبة عالية من البروتين المغذي للبشرة والشعر.
كما تم استخدامها في الطب الشعبي لعلاج التهاب المفاصل وخشونة الركبة ووجع الظهر، عن طريق دهنه مع بعض زيوت النعناع، وزيت حبة البركة، ودهنه يوميًا يلين المفاصل.
