ليه بنقول «أصلها كوسة» للاعتراض !.. الموضوع وراه قصة قديمة «تعالوا نعرفها»

الكوسة من الخضار الدائم الموجود في كل فصول السنة، وتعتبر أمريكا الجنوبية هي الموطن الأصلي للكوسة، ولكن الشكل الذي يزرع اليوم من الكوسة، موطنه الأصلي شمال إيطاليا في النصف الثاني من القرن الـ19، ووصلت إلى الولايات الأمريكية المتحدة في عشرينات القرن العشرين مع وفود المهاجرين الإيطاليين؛ الذين بدأوا زراعتها عام  1928 في ولاية كاليفورنيا.

أما في مصر فقد ظهرت الكوسة في القرن التاسع عشر، وساعد التجار على انتشارها في كل مكان بمصر، ومن المعروف عنا شعب مصري يحب الرموز والاختصارات، وتاريخنا الشعبي زاخر بالمقولات الشعبية مجهولة المصدر، أو ذات قصة وأصل قديم توارثناها ونسينا القصة الأصلية له، نفس الأمر ينطبق على مقولة "ماهي أصلها كوسة" التي تصف التمييز في المعاملة.

قصة الجملة الشهيرة أصلها كوسة

في مصر منذ القدم وهي ترتبط بالمحسوبية والوسطة، ولهذا الأمر رواية وسبب، نرويها لكم: 

تعود القصة إلى أبواب القاهرة الفاطمية عندما كانت القاهرة في مصر الفاطمية، تغلق بأبواب يقف عليها الحرس لتفتيش الزائرين والمارة، وكان هناك استثناء من الطوابير الطويلة، لتجارة الخضار خاصة تجار الكوسة، التي تفسد بسبب الحرارة وطول الانتظار، فكان تجار الكوسة يتجاوزون الحشد الواقف خارج أبواب القاهرة ويقولون للحرس معانا كوسة، وعندما اعترض الناس قيل لهم دي كوسة فيهدأون.

 

وأصبح الناس عندما يمر أحد ويعترض بعضهم يردون قائلين أصلها كوسة، وأصبح تجار الكوسة لهم كل الحق المرور في أي وقت دون تفتيش بسبب التمييز بالكوسة، وبهذا ارتبطت الوسطة والمحسوبية بالكوسة، ونسى الناس أصل القصة وظلموا الكوسة معهم.

معنى كلمة كوسة فوضى

أما الرواية الأخرى حول سبب وأصل وجملة "أصلها كوسة" يرجع إلى أصل الكلمة نفسه، حيث أن كلمة كوسة في الأساس كلمة إنجليزي محرفة من  الكلمة الإنجليزية "كيوس" وتعني الفوضي، وأصلها كوسة تعني "أصلها فوضى".

وتستخدم العبارة للإشارة إلى أن هناك تفريقاً ما غير منصف، بين شخصين، وشخص مفضل تحصل على ما تطمح بسهولة كتجار الكوسة بالضبط، وأخرى مهملةٌ لا يُصغى إليها أو يُسمع طلبها، كما باقي المارة المنتظرين خلف أبواب القاهرة الفاطمية.