من الألماظية إلى "الكشك".. رحلة أكلة لفت العالم واستقرت فى مصر

واحد من الوجبات الأساسية على المائدة المصرية خاصة في محافظات صعيد مصر، يتناوله أهل الصعيد في أغلب وجباتهم أو يُطهى كطبق إضافي بجانب المحشي والبط، ويضعون عليه الصلصة ويسمى كشك الألماظية، ولكن رغم فخامة تلك الوصفة المعدة باللبن والأرز والتقلية، لكن الكشك ليس مصري الجذور، صحيح اختلفت الروايات حول مكان اختراعه، ولكن اتفقت أغلب الروايات أن أصله عربي، ولأن لكل أكلة حكاية  سنخبرك في Food Today من أين جائنا الكشك بكل رواياته؟ ولماذا أطلقوا عليه ألمظية؟

أصل منقوع الحبوب "الكشك"

الكشك أكلة عربي
تناول الكثير من المؤرخين حكايات الطعام وأصله، حتى الكشك أرجعوه لأصله، حتى أن الأديب والشاعر المطرزي -عالم من علماء الأدب والنحو الأشهر في عصره- قال في أحد كتبه أن الكشك فارسي (إيراني) الأصل، وأن كلمة "كَشْك" بفتح الكاف وتسكين الشين في القاموس المحيط تعني منقوع الحبوب أو ماء الشعير، وهو ما قد يفسر أن الكشك أصله عربي.

من الفراعنة ومحافظة المنيا

كشك صعيدي
وبحسب كلام بعض المؤرخين فإن أصل الكشك يعود للقدماء المصريين؛ وبالتحديد إلى عصر الفرعون أحمس، ففي رحلته من أقصى جنوب مصر لتحريرها من الهكسوس، مر على مدينة المنيا لتزويد جيشه بالمؤن، فاقترح عليه أحد الكهنة أن يصنع للجيش طعامًا خفيف الوزن ومليء بالفوائد، ويفيد الإنسان والحيوان، ويمكن حمله بسهولة، ولا يتلف، فكانت وجبة الكاهن المقدمة لأحمس وجيشه هي الكشك، وبذلك عرفه وأحبه القدماء المصريون، فانتقل بعدها من مصر إلى بلاد فارس وسوريا وتركيا والشرق الأوسط ووسط أوروبا.

الحكم العثماني السبب

كشك بالعيش المحمص
والمعروف أن الكشك يطهى بالأرز واللبن والزبادى، وبإضافة الصلصة عليه في الصعيد تحديدًا، ويجعلونه مختلفًا نوعًا ما، ولبعض التميز، سموه "ألماظية" وبحسب بعض الروايات، فإن الكشك أصله تركي، وجاء مصر أثناء الحكم العثماني لها،  وكان يعرفونه بـ"الألماظية"، وأضاف المصريون عليه البصل المحمر "التقلية" واحتفظوا بالاسم كما هو، لكن ميزوه بالصلصة عن الأبيض العادي، وفي كل الأحوال فإن الكشك المصري مختلف عن أي كشك آخر في الدول العربية، فالصعيدي على سبيل المثال، يُصنع من حساء الدجاج والنشا وقد يضاف إليه الأرز لإكسابه قوامًا أكثر سماكة.