leftlogo

من غسل الصحون للفوز بنجمة ميشلان.. رحلة الشيف "آلان جعم" تستحق أن تروى

A A A
الان جعم
الشيف اللبناني آلان جعم

محبو الأفلام التي تتحدث عن الطهي ربما يكونوا شاهدوا في يوم من الأيام فيلم The Hundred Foot Journey والذي يحكي قصة الشاب الهندي حسن كاظم القادم مع عائلته من الهند ليفتتح مطعمًا في باريس والذي يتبدل حاله من القاع ليكون في قمة عالم الطهي ويحصل على نجوم ميشلان عديدة في غضون أعوام قليلة. 
نحن لدينا في وطننا العربي قصص تستحق الفخر، كقصة حسن كاظم وهو الشيف اللبناني آلان جعم الذي تبدل حاله من غسل صحون في أحد الأيام إلى شيف عالمي حاصل على نجمة ميشلان.. سنتعرف سويا على قصته كما وردت في موقع Frenchefs.

رحلة طويلة 

الشيف اللبناني آلان جعم

يصفها آلان بأنها رحلة غير نمطية بدأها من منذ صغره، حينما كان يبلغ من العمر 24 عامًا فقط في عام 1999، عندما انتقل إلى باريس بعد أن عانى من ويلات الحرب مرتين وفى دولتين مختلفتين، الأولى في ليبيريا، ومرة أخرى في لبنان.

مع 200 فرنك فقط في جيبه، وجد آلان نفسه نائمًا في الشوارع قبل أن يحصل على وظائف غريبة.

في البداية كان يرسم على المباني الخارجية خلال النهار وينظف الأطباق في مطبخ حانة صغيرة في باريس ليلاً، وفي أحد الأيام جرح الشيف الرئيسي يده واضطر للذهاب إلى المستشفى، كانت فرصة رائعة لـ آلان ليجرب حظه ويبدع فى الطبخ حتى تولى منصب الشيف، وكان منعطفا كبيرًا في رحلة الشيف العصامي!
في عام 2007، أصبح آلان طاهيًا ومالكًا لمطعم Auberge Nicolas Flamel.

حب الطهي منذ الطفولة

الشيف اللبناني آلان جعم

في طفولته، كان حب آلان جعم للطعام واضحًا، حيث كان يشاهد عروض الطبخ على التلفزيون بدلاً من الرسوم المتحركة بعد المدرسة، وبدأ الطهي أثناء تأدية خدمته الوطنية في لبنان، وقد تأثر العقيد لدرجة أنه جعله طاهًا خاصًا.
وعزى نجاحه إلى والديه، اللذين "فقدا كل شيء" في ليبيريا ليضطرا للنضال مرة أخرى في لبنان خلال الحرب الأهلية، وقال إن العمل مع والده في متجر البقالة الخاص به منذ سن العاشرة منحة قيمة العمل بينما والدته علمته كيف يحب الناس ويطبخ.

كان ذلك قبل أن ينتقل إلى فرنسا وهو مفلس تمامًا حيث كان ينام في الشوارع ويعمل في وظائف عديدة منها عامل بناء وعامل توصيل للبيتزا وغاسل صحون، وجاءته الفرصة حينما كان يعمل في مطعم وجرح الشيف يده بسكين.

وقال في مقابلة صحفية: "ذات ليلة قطع الطباخ يده واضطر للذهاب إلى المستشفى. لم يسألني أحد، لكني توليت الأمر للتو. كان هناك 14 طاولة وطهوت للزبائن، وفي نهاية الليل كانوا سعداء. قال لي المالك هل يمكنك الطبخ! فقلت نعم".

رحلة نجمة ميشلان

الشيف اللبناني آلان جعم


في عام 2015، افتتح الشيف حانة صغيرة تحمل الأحرف الأولى من اسمه، GA، في قلب باريس. ثم في عام 2017، تولى زمام الأمور في مطعم أكرم بن علال الحائز على نجمتين في دليل ميشلان، وقال: "لم أكن أتصور أن ميشلان سيهتمون بطاهي مثلي، كنت أتصور أنهم مهتمون بالمطاعم الفخمة فقط".
وفي عام 2018 حصل على أول نجمة ميشلان مع مطعمه الذي يحمل اسمه، وفي عام 2020، خاض تحدٍ جديد بافتتاح بيسترو لبناني فرنسي، Qasti.

وشكل الطهي هويته الطهوية من خلال إعادة النظر في كلاسيكيات المطبخ الفرنسي مع الأذواق والنكهات اللبنانية. 

المطبخ الفرنسي

الشيف اللبناني آلان جعم


أثناء سفره إلى أوروبا اكتشف الشيف آلان مأكولات فرنسا الشهية، ويقول إنه وقع في حبها من أول نظرة! وفي مطعمه ذو التصميم الراقي يقدم آلان وصفات طفولته في لبنان من خلال رموز فن الطهو الفرنسي. 
حبه للمطبخ الفرنسي وأساليبه جعله يفوز بأول نجمة ميشلان في عام 2018. وهو على بعد خطوات قليلة فقط من أجمل شارع في العالم، الشانزليزيه، حيث يقدم آلان جعم  رؤية جديدة لمشهد الطهي الفرنسي الذي وصفه بأنه مطبخ مليء بالتناقضات.

advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022