في كل دولة عربية، يطل
علينا شيف يبهرنا في عالم فنون الطبخ، يقدم ما يعبر عن ثقافة بلده التي ينتمي إليها،
ليس ذلك فقط، إنما يجعلنا نشتاق لأن نزور البلد نفسها بسبب ما يُقال عن طيب طعامها، وخاصة صدق من قال: «الطعام خير سفير للبلدان وما فيها».
ومن بين أشهر الشيفات
العرب، جاء الشيف عدنان يماني، من المملكة العربية السعودية، والتي تتميز جميع مُدنها -أكثر من 100 مدينة- ، كل منها متفردة في وصفاتها، ربما هذا ما ساعد الشيف عدنان يماني في الترويج
لأشهى الوصفات العربية في كل بلد أوربي زاره، ولأن حياة الشيف عدنان بها الكثير من
التفاصيل للحديث عنها كالمرحلة التي ترك فيها الهندسة من أجل الطبخ، وقصص انضمامه
لأشهر مسابقة عربية في الطبخ «توب
شيف» كان مهمًا أن نعرفكم بقصته الملهمة في Food Today.
من هو الشيف عدنان؟
حصل عدنان اليماني
على شهادة البكالوريوس في مجال الصناعة من الكلية الصناعية بالجبيل، وهو صاحب أول عربة طعام متنقلة في السعودية اكتسب
شهرة كبيرة من خلالها، قبل أن يصبح من أبرز عشرة تأهلوا إلى نهائيات برنامج مسابقة
الطبخ العالمي «ماستر شيف العرب»، كما كان من أبرز المرشحين الذين وصلوا
إلى نهائي أفضل 5 أفكار في البرنامج المشهور «هل لديك فكرة».
وهو أيضا من أعضاء جمعية
الطهاة السعوديين والطباخ التنفيذي الأول في شركة ردة الفابضة التي تملك مجموعة
مطاعم «مندي ليشز» العالمية، وحاز في حياته على مراتب
متقدمة في العديد من برامج ومسابقات الطبخ، تميّز بأسلوبه خفيف الظل في تقديم برامج
الطبخ، التي كان منها «رمضان مع عدنان» على قناة MBC و «عيش وملح» على قناة اقرأ.
ترك هندسة الكيمياء من
أجل عربية فول
تحدث الشيف عدنان
يماني في حوارات سابقة، عن مراحل نجاحه في مهنته التي بدأت ببيع الفول خلال شهر رمضان، قائلا: إنه بدأ مهنته ببيع
الفول برفقة إخوانه لزيادة الدخل خلال مواسم رمضان والعيد، موضحا أنهم كانوا يشعرون
بالخجل في البداية، لكنهم أصروا على بدء هذا المجال.
أوضح يماني، أنه كان يحمل طموحات منذ البداية، ومثل أي شاب واجه الكثير من التحديات منها المجتمع والناس
وبعضها يتعلق بالعادات والتقاليد الخاصة ببعض المهن التي كانت مستنكرة في المجتمع في
وقت ما كالطبخ خصوصا في الشارع.
وقال الشيف عدنان يماني، في حوار سابق أنه كان يحلم منذ سن الثامنة بأن يكون شيف محترف وموهوب،
لكنه واجه معارضة في العائلة التي كانت تصر على أن يكون مهندساً أو طبيباً.
وبالفعل حقق حلم والده وتخرج من
هندسة الكيمياء الصناعية وعمل بشهادته فترةً من حياته، لكن ذلك لم يمنعه من أن يسعى
خلف حلمه الأساسي واتخاذ الخطوة الحقيقية في المجال الذي يحبه، وحين و تقدم
لمسابقة «توب شيف» اضطر أن يستقبل من وظيفته التي طالبته بدوام كامل في
الفترة التي بدأ فيها تحقيق حلمه.
تحدي عربي أوروبي
قال الشيف عدنان يماني أن الطبخ بالنسبة له «نفَس وحب»، حتى يخرج الطعم لذيذ، وأنه
كثيرًا ما يحرص عند سفره، التعرف على ثقافة مطبخ البلد، الذي زاره، ليمزج فكرة الطبق
الذي صادفه، مع نكهة عربية، أو يستخدم تكنيكاً مختلفاً، بمحتويات متشابهة، وفي مسابقة هوركر عام 2015، التي فزت فيها بالميدالية الفضية،
كان تحدياً كبيراً بقيامه إعداد وصفة سعودية جنوبية وهي «العريكة» بطريقة
مبتكرة، ونالت إعجاب الحكام الأوروبيين.
الأكلة الأكثر جاذبية
حين سُئل الشيف عن الطبخة التي يحب طيخها، ويجدها الأكثر جاذبية بالنسبة له، كانت إجابته «اللحوم»، وقال
عنها: "بمجرد أن أمسكها بين أصابعي، تأتيني أفكار لوصفات قد لا تخطر على البال،
يمكن للمرء مثلاً أن يأكل شرائح مشوية فقط، من دون أي أطباق غذائية بجانبها"
الجائزة الأقرب
يقول عدنان عن الجائزة الأقرب لقلبه في
مشواره مع الطهي: "كانت أول جائزة شاركت في مسابقة فودكس 2012 وعملت فيها سوشي
بنكهة عربية، ونلت في المسابقة الميدالية الذهبية".
لا حياة في الروبوتات
شارك "عدنان" في موسم الرياض وفي إكسبو
2020 بمطعمه الخاص، لكنه لم يعجب بفكرة الروبوتات في الطبخ، فقال عن ذلك: "أنا الشيف السعودي الوحيد، الذي افتتح مطعمه في إكسبو 2020، ولم
تعجبني الروبوتات في المطبخ؛ لأنها تفتقد إلى الحس الآدمي".
البنات في الجيل الجديد مش صابرة
وعن رأيه في طبخ بنات الجيل في أي مكان بالدول
العربية، وما الذي ينقصهن للتميز، قال: " المطبخ مع
الجيل الجديد للأمانة في خطر، البنات صرن يدخلن المطبخ، ويقلدن بعضهن، كلهن صرن
يطبخن ورق العنب. وينقصهن الطبخ بحب، ومتابعة الجديد".
طاجن اللحم بالتين - من أطباق الشيف عدنان يماني
