بالكاد تأقلمنا
على أكل الجرجير والبقدونس والخص وكل ماهو أخضر، وأقنعنا أنفسنا بفوائدها العظيمة،
ونقلنا قناعاتنا لأطفالنا وأهالينا سواء بأكلها ورق أو مع الأكل، لكن هل يذهب بنا خيالنا
لأكل ورق أخضر آخر؟، الحقيقة أن الخيال لم يعد له وجود بعدما أصبح حقيقة، بإنشاء
مشروع في دولة سنغافورة به حدائق قابلة للأكل.. هل سمعت يوماً بالحدائق القابلة
للأكل؟ ، في Food Today سنخبرك بأصل وفصل الحكاية.
لم يعد خيال
هل يمكنك أن تتخيل عدم حاجة الفرد لزيارة السوبرماركت
لشراء الخضار الذي يحتاجه لتحضير العشاء؟ أو الذي يحتاجه الطهاة لتتبيل أطباق الزبائن
بالأعشاب الطازجة عبر زيارة سريعة لحدائق خاصة في مطعمهم، تلك هي فكرة Edible Garden
City"، التي طُرحت في برنامج أفضل
الممارسات العالمية التي يسلط إكسبو 2020 دبي الضوء عليها.
ما هو مشروع الحدائق القابلة للأكل؟
تم إنشاء مشروع "إديبل جاردن" في سنغافورة، البلد
المعروف بحدائقه الفريدة من حيث التصميم والمساحة، لكن بإصرار من الحكومة طُبق هذا المشروع بهدف تحقيق الأمن الغذائي ضمن قطاع الزراعة في البلاد، ففكروا في هذا المشروع الذي كان عبارة عن مزرعة
كبيرة وسط سنغفورة، أُنشئت على مدى 9 سنوات فقط.
ما الذي تحويه تلك الحديقة؟
تتضمن أكثر من 260 حديقة قابلة
للأكل في المناطق الحضارية في سنغافورة، حيث تم زرعها بما لا يقل عن 60 نوعا من
الأعشاب والخضار والفاكهة، إضافةً إلى أنواع كثيرة من الزهور القابلة
للأكل، ويتم توزيع المحصول على المطاعم المحلية، إضافةً إلى أنه متاحة لسكان المدينة أيضاً، بحيث يمكن أن يستبدلو شراء الخضار والفاكهة والأعشاب من السوبرماركت
بالذهاب إلى الحديقة للحصول على ما يحتاجونه.
ليه المشروع ده؟
تستورد سنغافورة ما يقرب من 90% من غذائها، لذلك فإن
الزراعة المحلية يمكن أن تكون الحل للحد من هذا الاستيراد ولبدء مرحلة الإنتاج
المحلي الزراعي، إضافةً إلى ذلك فإن تأثير هذه الحديقة التي أُنشئت وسط المباني
يمكن أن يكون إيجابي جداً على مستقبل المدن من ناحية تخفيف انبعثات الكربون عبر
الزراعة المحلية.
حدائق على ناطحات السحاب
قبل تلك الفكرة، كانت الحدائق على الأسطح حلا للمناطق
ذات الكثافة السكانية الكبيرة كسنغافورة التي تستورد 90% من منتجاتها الغذائية، فعلى سبيل المثال، على سطح مركز تجاري في سنغافورة،
تنتشر بساتين مزروعة بالباذنجان وإكليل الجبل والموز، في مشهد يتعارض مع ناطحات
السحاب الرمادية في حيّ المال والأعمال في الدولة، وهذا الموقع يمتدّ على 930 مترا مربعا، وهو أحد البساتين التي تنمو على
أسطح هذه الدولة الصغيرة في جنوب شرق آسيا الساعية إلى زيادة الإنتاج الغذائي
المحلي للحدّ من اتّكالها على الواردات.
الزراعة في سنغافورة ممكنة
يقول سامويل آنج الذي يدير مزرعة "إديبل جاردن
سيتي" الواقعة على سطح مركز تجاري قبل أن تكون هناك فكرة أكبر من مجرد مساحات
على الأسطح: "يخطئ من يظنّ أن زرع الأراضي غير ممكن في سنغافورة بسبب ضيق
المساحة"، مؤكدا "نحن نريد تغيير هذه الذهنية".
وفي 2019 أعلنت السلطات أنها تنوي إنتاج 30 % من المواد
الغذائية محليا بحلول 2030 ، وهي تطمح لزيادة إنتاج السمك والبيض والخضار حتى تحقت
فكرة الحدائق القابلة للأكل في نهاية عام 2022.