على مدار يومين 26 و27 مارس أقيمت مسابقة وطنية بين أكثر من 165 شركة وجمعية مصرية للمنتجات الغذائية التراثية المصرية، وذلك للحفاظ على تاريخ هذه الأكلات من الاندثار والمساعدة في فتح أسواق محلية وعالمية لها، حيث أقيمت المسابقة في حديقة الأورمان بالجيزة على هامش إقامة مهرجان محلي وعربي عن التمور، وعلى هامش إقامة معرض الزهور السنوي، وخلال هذه المسابقة تقدم العارضين بأشهى وأفضل ما قدموه من أكلات مصرية أصيلة تعود بتاريخ تصنيعها لأكثر من ألف عام، وسنسردها في السطور التالية:
1- الفطير المشلتت:
قدم الكثير من العارضين خلال المسابقة منتجاتهم من الفطير المشلتت بالسمن البلدي وحازوا جوائز عنها مثل جمعيتي "أبناء مصر الحرة" و"شمس الحرية" من المنيا ومطعم فطائر وبيتزا “دعدور" من رأس البر، ويعود تاريخ الفطير المشلتت إلى آلاف السنين، حيث عرفه قدماء المصريين وقدموه كقربان للآلهة في المعابد ووضعوه مع المتوفين في المقابر اعتقادًا منهم في البعث والخلود، وكان يحتوي على عناصر غذائية ذات قيمة عالية مثل السمن والدقيق والعسل وسمي في مصر القديمة بـ"الملتوت" لأنه مكون من عدة طبقات.
2- الجبن القريش:
قدمت العديد من المشاريع في المسابقة المصرية للأغذية التراثية، ومنها الجبن القريش ونال مشروع "ريفي" من جامعة المنوفية الميدالية الذهبية عنها، كما قدمته جميعتي "أبناء مصر الحرة" و"شمس الحرية" من المنيا وظهرت اختراعات منها مثل ما فعله مشروع "عسل الاميرة" من وضع الجبنة على عسل النحل، ويقال ن تاريخ الجبنة القريش يعود إلى عصر الفراعنة وتم توثيقها بحسب مركز البحوث الزراعية من النقوشات على الآثار الفرعونية واليونانية في مصر وتم تصنيعها من تخثير اللبن.
3- السمن البلدي:
وفاز منتج السمن البلدي من مشروع "ريفي" أيضًا بالميدالية الذهبية، ولم يكن بمفرده بل قدمته أيضا جمعيتي "أبناء مصر الحرة" و"شمس الحرية" من المنيا، ويعتبر السمن البلدي من أكثر المصادر الدهنية صحية لأنه لا يحتوي على الكوليسترول ولا الأملاح، ويرتبط تاريخه ببدء استخدام الألبان نفسها في صنع العديد من المنتجات المشتقة منه، ولا يوجد أدلة تاريخية حول أول دولة قامت بتصنيعه، لكنه معروف في دول الشرق الأوسط التي ترعى الأغنام والأبقار منذ آلاف السنين، والتي تستخدم الألبان في صنع أغذية مختلفة.
4- عيش البتاو:
ولم يقدم العيش البتاو سوى جمعيتي "أبناء مصر الحرة" و"شمس الحرية" من المنيا، في مسابقة الأغذية بحديقة الأورمان، مع عدد قليل من المشاريع القادمة من الصعيد، رغم أنه طعام مصري أصيل، وعرف المصريين القدماء الخبز منذ آلاف السنين، حيث كانت كلمة خبز تكتب على شكل رغيف مستدير وتنطق "تا" أو "تي"، وتوضح الملحمة التراثية القديمة "شكاوى الفلاح الفصيح" أن غذاء المصريين الشعبي اعتمد على "البتاو" بأنواعه وكان معروفًا أنه خبز الفقراء.
5- الكِشك:
واشتملت المسابقة على عارضين حضروا المهرجان وقدموا الكِشك الصعيدي، منهم مشروع "ريفي" الذي ابتكر بسكويت منه ونال عنه الجائزة الذهبية كما قدمته جمعيتي "أبناء مصر الحرة" و"شمس الحرية"، وجلبوا معهم سيارة طعام متنقلة من أجل صنعه أمام الزبائن ومن أجل تعليم السيدات الحاضرات للمهرجان كيفية صنعه.
ظهر الكِشك في عصر الملك أحمس أثناء رحلته النيلية من الجنوب إلى الشمال، حيث مر ببلاد الصعيد المصري وخاصة الأشمونيين، وهي المنيا حاليًا، وتوقف هناك ليتزود بالمؤن فاجتمع بكهنة المعابد المقامة على ضفة النيل، فاقترح عليه أحدهم أن يصنع له طعام مغذي ووزنه بسيط يسهل حمله لمسافات طويلة ضمن المؤن، بالإضافة إلى أنه يظل كما هو لا يتغير حاله لفترات طويلة فأعد له الكِشك وجاء به، ثم انتشر بعد ذلك.
6- التمر:
ظهرت العديد من الشركات خلال مهرجان التمور الذي أقيم بالتوازي مع مسابقة الأغذية التراثية، وقدمت العديد من الشركات منتجاتها مثل شركة "الباشا" التي حازت على الميدالية الذهبية وشركة "تمرتنا" وعدد آخر من الشركات قدموا تمور سودانية وسعودية وليبية.
وتشتهر المنطقة العربية بزراعة النخيل والتي تأتي منها التمور بمختلف أنواعها، بسبب البيئة الصحراوية المناسبة لزراعتها منذ آلاف السنين، ولا يعرف تحديدًا في أي بلد أو أي تاريخ قد نشأ، ولكن المؤكد أنها قديمة من عمر العصور الزراعية.
7- زيت الزيتون:
جاءت العديد من الشركات التي حققت مراكز متقدمة وميداليات ذهبية في المسابقة المصرية لمنتجات الأغذية التراثية عن زيت الزيتون، مثل شركة "سيناوي" من سيناء وشركة "واحة سيوة" من سيوة، ومثله مثل التمر، لا يُعرف تحديدًا كيف ارتبط زيت الزيتون بالمصريين إلا أنه يعتبر من أقدم أنواع الزيوت في العالم، ومرتبط بالمنطقة العربية وخاصة البيئة الصحراوية المناسبة لزراعته وتنتج مصر وخاصة سيناء وسيوة، أجود أنواع زيت الزيتون في الشرق الأوسط.
