في السنوات الأخيرة، شهدنا زيادة ملحوظة في أسعار الجمبري، مما جعله من بين أغلى الخيارات ضمن المأكولات البحرية المتوفرة.
هذا الأمر أثار تساؤلات عديدة حول أسباب هذا الارتفاع الكبير وأثره على صناعة المأكولات البحرية، وتناقش "فوود توداي" العوامل الرئيسية التي ساهمت في زيادة أسعار الجمبري، إضافة إلى انعكاساتها على الأطباق الساحلية ومفضلات عشاق المأكولات البحرية.
التنوع والطلب المتزايد
أحد العوامل المهمة لارتفاع أسعار الجمبري هو التنامي المستمر في الطلب عليه حول العالم.
فقد أصبح هذا الصنف من المأكولات البحرية ضمن الأطعمة الأكثر شعبية، مما أدى إلى ارتفاع الاستهلاك العالمي بنسبة 16% ما بين عامي 2010 و2018، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، هذا التزايد في الطلب تسبب مباشرة في نقص العرض وبالتالي دفع الأسعار إلى الارتفاع.
إلى جانب ذلك، يفضل الكثير من المستهلكين اليوم الأنواع الكبيرة من الجمبري، الأمر الذي أدى إلى نقص في هذا الحجم تحديدًا ورفع أسعاره أكثر.
ونتيجة لذلك، وجد العديد من أصحاب المطاعم والطهاة أنفسهم أمام خيار رفع تكلفة أطباقهم لتخفيف أثر الزيادة في أسعار الجمبري الكبير.
العوامل البيئية وتأثيرها على الإنتاج
تؤثر العوامل البيئية بشكل كبير على إنتاج الجمبري وأسعاره. عملية استزراعه تتطلب تحكمًا دقيقًا وظروفًا مثالية، إلا أن الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والفيضانات قد تسببت في تقليص الإنتاج بشكل واضح، هذه التغيرات المناخية أدت إلى نقص حاد في المعروض، ما انعكس على الأسعار.

كما أن التلوث المتزايد للمسطحات المائية وانتشار الأمراض في مزارع الجمبري أثرا بشكل مباشر على الجودة وحجم الإنتاج، وكنتيجة لذلك، اعتمد مزارعو الجمبري تقنيات أغلى لضمان سلامة منتجاتهم، مما رفع التكاليف وساهم بدوره في زيادة الأسعار.
التأثير على صناعة المأكولات البحرية
كانت للزيادة في أسعار الجمبري آثار واسعة النطاق داخل صناعة المأكولات البحرية. أكثر المتضررين كانوا صغار الصيادين وبائعي الأسماك الذين يعتمدون بشكل أساسي على الجمبري كمصدر للدخل.
الكثير منهم واجه تحديات كبيرة مع صعوبة تحمل هذه الزيادات، ما أدى إلى تقليل كمية الجمبري الطازج المتاحة في الأسواق.