leftlogo

رحلة الفاست فود من العالم القديم وصولًا إلى الروبوتات.. وروابط خفية تجمع بين الطعام السريع والإدمان

A A A
fast food (1)
رحلة الفاست فود من العالم القديم وصولًا إلى الروبوتات

من الظواهر المعروفة في عالمنا اليوم هي "الوجبات السريعة" أو Fast Food، حيث أصبحت جزءًا لا يتجزأ من أسلوب حياة العديد من الأفراد، تأتي هذه الوجبات كبديل سريع ومريح للطعام التقليدي، مما يلبي احتياجات الناس في زمن يسود فيه الإيقاع السريع والحياة النشطة. 

تشمل الوجبات السريعة مجموعة واسعة من الأطعمة، مثل البرجر، والبيتزا، والوجبات الشرقية، والسندويشات، والوجبات الخفيفة.

على الرغم من الشهرة الواسعة للوجبات السريعة، يثير استهلاكها الكثيف قضايا صحية وغذائية، فالتركيز على المكونات الغذائية والتوازن الغذائي يظل أمرًا حيويًا لضمان صحة الفرد وتفادي التأثيرات السلبية على الصحة.

الفاست فود منذ بداية وجود البشرية 

في هذا السياق، سنتعرف اليوم على أصل الوجبات السريعة وكيف بدأت وانتشرت في كل انحاء العالم.
يعتقد الكثير من الأشخاص ان "الفاست فود" اختراع غربي أو الذي ابتدعه هم أصحاب الطبقة الراقية، ولكن الحقيقة هو انه قديم قدم التاريخ البشري ومنتشر في كل بقاع الأرض منذ نشأتها، وليس حكرًا على دولة بعينها أو ثقافة دون الأخرى.

الظهور الأول

ظهر مصطلح "الفاست فود" في الصين خلال القرن الثاني، حيث شهدت أسره هان وجود باعة "نودلز" وفطائر ولحوم في الشارع وكان يشتريها الفقراء وهذا ما اثار جدل الكثير من الناس وقتها.

إلى جانب ذلك فإن العلماء وجدوا دليلًا ملموسًا في أنقاض مدينة "بومبي" الإيطالية التي اختفت معالمها بعد بركان عام 79 ميلاديًا، يدل على ان المدينة كانت مهتمة بصناعة الوجبات السريعة، كما يرجح علماء آثار أن أهل بومبي القدماء من العاملين في صناعة الوجبات الجاهزة السريعة استخدموا وسائل تسويقية وترويجية لا تختلف كثيراً عن تلك المستخدمة حالياً، لكن مع مراعاة اختلاف الأدوات والإمكانات.  

وقد أوضح لنا التاريخ ان جدران المعابد تشهد رسومات تظهر ان "الفاست فوود" موجود منذ زمن بعيد.

الفول والفلافل "الطعمية"

ويبدو ان الفاست فود كلمة غير عربية ولكن الحقيقة أن شوارع البلدان العربية تشد على مئات الوجبات السريعة ومنها "الفول والفلافل والشاورما والفطائر والمناقيش والكبدة والمخ والسجق والكشري، وقائمة الطعام السريع العربي تحتاج على الكثير من الكتب لسردها.

احتمالية الإدمان

علميًا تمتلئ المعامل ومراكز الأبحاث والدراسات بأوراق حول الوجبات السريعة "الشهية للغاية" ومدى علاقتها بالإدمان، ومعظمها يحلل ويرجع مكونات هذه الوجبات الطبيعية والصناعية المعلنة والخفية لمعرفة إن كان أي منها يسبب شكلاً من أشكال "الاعتماد"، إذ يشعر الشخص بالعصبية أو عدم الراحة في حال توقف عن تناولها لبضعة أيام أو أسابيع.  

هل الوجبات السريعة تؤدي إلى الإدمان؟ دراسة تكشف الروابط الخفية

تمضي صناعة الوجبات السريعة في التقدم، مستحوذة على ذواقنا وزماننا بخفة، لكن هل يمكن أن تكون هذه اللذائذ السريعة وسيلة للاعتماد والإدمان؟ يبدو أن باحثين في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو استعرضوا هذا السؤال بعمق في دراستهم الجديدة بعنوان "هل الوجبات السريعة تؤدي إلى الإدمان؟"، وكشفوا عن بعض الروابط الخفية بين تلك الوجبات والرغبة الشديدة في تناولها.

أثبتت الدراسة أن مكونات بعض الوجبات السريعة تفاجئنا بقدرتها على إثارة الإدمان، وقد كشفت عن علاقة واضحة بين السكر المرافق للمشروبات الغازية والإدمان، ولكن هذا الإدمان كان محصورا في القوارض وليس البشر. هل هو استراتيجية دهنية لجذبنا؟ أم هل هناك خلفية علمية تفسر هذه الآليات؟

مفاجأة أخرى كانت مرتبطة بالكافيين، حيث أظهرت الدراسة أن القهوة، المرافقة للعديد من هذه الوجبات، تلعب دورًا في تعزيز الاعتماد. بينما تظل علاقة المعدلات المرتفعة للدهون والأملاح بالإدمان غير مؤكدة بشكل نهائي، يبدو أن هناك احتمالًا واعدًا لتشجيع النفس على البحث عن مثل هذه الأطعمة اللذيذة.

لكن هناك عاملين آخرين يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بظاهرة الوجبات السريعة، وهما الإجهاد والإعلانات. تشير الدراسة إلى أن درجات الإجهاد المرتفعة تجعل الأفراد يلجأون إلى هذه الأطعمة كمكافأة للتغلب على ضغوط الحياة. ولا يقتصر دور هذه الوجبات على ملء المعدة فقط، بل تمتد أذرع الإدمان إلى مجال الإعلانات، حيث يتم استهداف الأطفال والمراهقين بشكل خاص، ليجدوا في هذه الوجبات مهربًا شهيًا.

ورغم أن الدراسة لم توثق بشكل قاطع وجود مكونات تؤدي إلى الإدمان، إلا أنها ترسم صورة واضحة حول إمكانية خلق حالة اعتماد لدى الفئات الأكثر هشاشة في المجتمعات، إنها نظرة عميقة إلى عالم الوجبات السريعة، حيث يتداخل اللذيذ بشكل معقد مع النفس والإدمان، مما يجعلنا نفكر مليًا قبل أن نلتهم لذة السرعة في صحننا.

الطعام السريع يلحق بالنباتيين 

ومع زيادة عدد النباتين في دول العالم، فإن الطعام السريع بدأ في شق طريقة للحاق بهؤلاء الذين يبتعدون عن اللحوم والاكل الذي به مشتقات اللحوم الحيوانية أيضًا، حيث باتت قوائم الطعام تحوي وجبات نباتية تحظى بإقبال كبير مما دفع بعضهم إلى التوجه نحو شراء وجبات سريعة لتوفير الوقت في اعداد هذه الوجبات المكلفة للوقت والمجهود.

منظومة الوجبات السريعة وجدت لتبقى إذ لم تعد فقط أطباقاً جذابة تحوي سعرات حرارية خاوية أضرارها تفوق فوائدها، كما لم تعد فقط عبارة أخرى للدلالة على الهوية والثقافة الأميركية، بل توسعت لتشمل وجبات سريعة صديقة للصحة، وهويات وثقافات عدة تنتقل بقوة المذاق وروعة النكهة من أقصى مشارق الأرض إلى مغاربها.

ما المستقبل الذي ينتظر الفاست فود؟

يحمل مستقبل "الفاست فود" العملي قدرًا كبيرًا من الرقمنة والاتمتة حيث زادت تطبيقات طلب الطعام والتي باتت تحل محل العنصر البشري، وقد أصبحت هذه التطبيقات تلتقي بالطلبات ومن ثم تجهزها وتسلمها للروبوتات التي تقوم بتوصيلها إلى المنازل ويتم كل ذلك بدون تدخل إي عنصر بشري، وقد شهدنا هذا في دول العالم.

fast food 2

fast food

أقرأ أيضًا: "اكتشافات مفاجئة"... دراسة تكشف عن تأثيرات غير متوقعة للكوليسترول الجيد على صحة الدماغ

advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022