leftlogo

زبادي جهينة الفاسد: الكاتب فتحي سليمان يطلق تحذيرًا عاجلًا

A A A
زبادي جهينة
زبادي جهينة
أثار الكاتب الصحفي فتحي سليمان حالة من الجدل والقلق واسعة النطاق بين المستهلكين والمهتمين بسلامة الأغذية، بعد نشره مقطع فيديو عاجل عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يحذّر فيه بشدة من منتج زبادي تابع لشركة جهينة، كاشفًا عن واقعة صادمة تعيد تسليط الضوء على خطورة التهاون في معايير الجودة والتخزين. الدعوة التي أطلقها سليمان لم تقتصر على التحذير فحسب، بل تحولت إلى مطالبة شعبية بالتدخل الفوري من الجهات الرقابية لفتح تحقيق موسع يطال جميع مراحل إنتاج وتوزيع هذا المنتج الحساس. الواقعة في جوهرها تتخطى مجرد شكوى عابرة من عبوة فاسدة؛ إنها تلامس صميم مسؤولية الشركات الكبرى تجاه صحة الملايين من المستهلكين، وخصوصًا الأطفال.
الواقعة التي سردها سليمان بتفاصيل مثيرة للقلق تكشف عن ثغرة حرجة في سلسلة ضمان الجودة. فقد أشار الكاتب إلى أنه قام بشراء عبوة الزبادي وكان تاريخ صلاحيتها سارياً وغير منتهٍ، وهو الأمر الذي يعتمد عليه المستهلك كضمان أخير لسلامة المنتج. إلا أن الكشف المفاجئ جاء من خلال رد فعل طفلته البالغة من العمر أربع سنوات، التي اكتشفت مذاقه السيئ وغير المعتاد. هذه اللحظة، التي وصفها سليمان بـ "العناية الإلهية"، حالت دون أن تتناول الطفلة كمية كافية من المنتج، مما أنقذها من احتمالية تعرضها لوعكة صحية حادة لا يُعلم مدى خطورتها ونتائجها، خاصة بالنظر إلى حساسية الأطفال تجاه التسمم الغذائي. ويؤكد هذا السيناريو أن المشكلة لم تكن في نهاية عمر المنتج الافتراضي، بل في خلل حدث في وقت أبكر بكثير، سواء كان عيباً في التعقيم أثناء التعبئة أو سوء تخزين في درجات حرارة مرتفعة أدت لنمو البكتيريا داخل العبوة المغلقة.
مقطع الفيديو الذي نشره الكاتب حظي بانتشار هائل ومستمر، ما أدى إلى تحويل تحذيره الشخصي إلى قضية رأي عام بامتياز. التفاعل الواسع لم يكن مجرد مشاركة للخبر، بل كان تعبيراً عن حالة من الغضب والقلق الشعبي المتزايد تجاه جودة وسلامة الأغذية الأساسية المتداولة في السوق. في ظل الظروف الاقتصادية التي قد تدفع البعض للتخزين غير المناسب أو التغاضي عن بعض المعايير، يطالب الجمهور بشكل متزايد بضرورة تفعيل الدور الحقيقي لـجهاز حماية المستهلك والهيئة القومية لسلامة الغذاء. هذه المطالب تتركز حول ضرورة فتح تحقيق شامل وعاجل، يشمل سحب عينات عشوائية من الأسواق لمنتجات جهينة وتحديداً من نفس الدفعة الإنتاجية المشار إليها، وفحصها معملياً للتأكد من مدى مطابقتها للمواصفات القياسية. هذا التحقيق يجب أن يمتد ليشمل مراجعة سجلات درجات الحرارة في شاحنات التوزيع ومنافذ البيع، لأن فساد منتج سارٍ الصلاحية غالبًا ما يشير إلى فشل في سلسلة التبريد.
رسالة سليمان التحذيرية لم تقتصر على إدانة الشركة فحسب، بل وجهت نداءً مسؤولاً ومباشراً لجميع المواطنين. فقد أكد على أن العبوة كانت مطابقة للشكل المتداول، مما يعني أن الاعتماد فقط على الشكل الخارجي أصبح غير كافٍ. الرسالة الأساسية تتلخص في ضرورة أن يصبح المستهلك هو الرقيب الأول والأخير على المنتج. وهذا يستدعي توخي أقصى درجات الحذر، ليس فقط عبر التدقيق في تواريخ الصلاحية، بل أيضاً عبر مراجعة حالة العبوة جيداً، والتأكد من عدم وجود أي انتفاخ أو تسرب أو تغير في اللون، والأهم من ذلك، اختبار المنتج بحاسة الشم أو التذوق قبل تقديمه للأطفال. هذه الإجراءات الاحترازية الذاتية أصبحت ضرورية في ظل غياب الرقابة اللحظية على كل عبوة متداولة في الأسواق. الكاتب بهذا الإجراء لم يحمِ عائلته فقط، بل رفع مستوى الوعي المجتمعي حول مخاطر قد تكون كامنة في المنتجات الغذائية التي تبدو سليمة.
في الختام، يمثل هذا الموقف نقطة تحول يجب أن تُلزم شركة جهينة، وغيرها من الشركات الرائدة في قطاع الأغذية، بإصدار بيان تفصيلي يوضح إجراءاتها التصحيحية والوقائية لمعالجة هذه الشكوى الخطيرة. الأهم من ذلك، أن نجاح هذا التحذير في إثارة الرأي العام يضع مسؤولية مضاعفة على عاتق الهيئات الحكومية لتقديم إجابة واضحة للمواطنين حول نتائج التحقيقات التي من المفترض أن تكون قد بدأت بالفعل. ثقة المستهلك، خاصة في منتجات الألبان الحيوية، هي رأسمال لا يُقدر بثمن، واستعادته تتطلب شفافية كاملة وإجراءات صارمة تضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد صحة وسلامة الأسر المصرية.
advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022