شهد سوق البن في مصر طفرة نوعية تعكس تنامي الطلب المحلي على القهوة بجميع أنواعها، حيث بلغ حجم الاستهلاك أكثر من 80 ألف طن خلال عام 2024، ما يعكس تحول القهوة إلى عنصر أساسي في الحياة اليومية للمصريين، من المنازل إلى المقاهي والمكاتب.
شركات كبرى تقود السوق
يلعب عدد من الشركات دورًا محوريًا في تطوير سوق البن المحلي، سواء من خلال استيراد البن الخام أو تطوير منتجات تلائم أذواق المستهلكين.
في طليعة هذه الشركات تبرز Monte Carmelo، التي انطلقت من إيطاليا وتخصصت في استيراد أجود أنواع البن من إثيوبيا واليمن وأندونيسيا، مع توليفات خاصة بالقهوة التركية والسريعة والنكهات العصرية، حيث تتميز الشركة بمعايير جودة صارمة وشبكة توزيع تمتد داخل مصر وخارجها.
أما شركة الندى بالإسكندرية، فتعتمد على البن الإندونيسي منخفض التكلفة وتقدم درجات تحميص متباينة تلائم فئات متعددة، وتوفر الشركة احتياجات الأسواق والموزعين والمطاحن الكبرى.
من جهة أخرى، تضطلع شركات مثل مؤسسة البن الملكي، وإبراهيم مصطفى وشركاه، وBeverage Experts Egypt بدور فاعل في تنويع العروض بين البن الخام والمحمص وتقديم منتجات مبتكرة تلائم الأجيال الجديدة من محبي القهوة.
وتُعد بن اليمني – عبدالمعبود من أقدم الشركات في مصر، حيث تأسست عام 1936 وتستورد من اليمن والبرازيل وإثيوبيا، مستفيدة من خبرة تاريخية في الدمج بين الجودة والتنوع.
أما بن أبوعوف، التي تأسست حديثًا في 2010، فقد نجحت في فرض اسمها على السوق عبر تحميص داخلي دقيق ومنتجات تستهدف جميع الشرائح، اعتمادًا على استيراد البن من كولومبيا والهند والبرازيل.
كذلك استعادت بن شاهين مكانتها تحت قيادة الجيل الثالث، مع توسيع خطوط الإنتاج لتشمل القهوة التركية والإسبريسو والقهوة المفلترة.
وتبرز زهرة البن البرازيلي كمصدر رئيسي للبن الأخضر، خاصة من أمريكا الجنوبية وآسيا، مع تنوع في المنتجات لتلبية احتياجات السوق المحلي بكفاءة.
تنوع جغرافي لمصادر البن
تُعد مصر مستوردًا خالصًا للبن، حيث تعتمد على شبكة دولية من الموردين تشمل:
أمريكا الجنوبية (البرازيل، كولومبيا): تُوفر بنًا عالي الجودة وغنيًا بالنكهات.
آسيا (فيتنام، إندونيسيا، الهند): تُقدم بنًا اقتصاديًا بمواصفات متنوعة.
إفريقيا والشرق الأوسط (إثيوبيا، اليمن): تُصدر بنًا فاخرًا يتمتع بعمق نكهة يميزه عالميًا.
وهذا التنوع يمنح السوق مرونة في مواجهة تقلبات الإمداد ويتيح تنويع المنتجات بما يناسب الذوق المصري المتطور.
تحديات تواجه الصناعة
رغم النمو الكبير، لا يخلو السوق من تحديات مؤثرة:
- التغيرات المناخية في الدول المنتجة للبن تؤدي إلى اضطراب الإمدادات العالمية.
- اضطرابات سلاسل التوريد تؤثر على انتظام الشحن والتوزيع.
- تقلبات العملة والتضخم المحلي تزيد من كلفة الاستيراد، وتفرض على الشركات إعادة ضبط التسعير دون المساس بالجودة.
- تغير سلوك المستهلك المصري نحو خيارات أكثر تطورًا
يُظهر المستهلك المصري وعيًا متزايدًا بجودة البن وتنوعه، إذ يتجه نحو القهوة المفلترة، الإسبرسو، والقهوة السريعة المميزة بنكهات مبتكرة، كما أصبح الاستخدام المنزلي للقهوة أكثر انتشارًا، مدفوعًا بثقافة القهوة التي باتت ترتبط بالراحة الشخصية والإنتاجية اليومية.
مستقبل السوق
المؤشرات كافة تشير إلى أن سوق البن المصري سيستمر في التوسع، مدعومًا بزيادة الوعي، تنامي الطبقة الوسطى، وتوسع المقاهي والمتاجر المتخصصة، فالشركات المحلية مرشحة للعب دور محوري في هذا النمو من خلال تعزيز الابتكار، وتوسيع شبكات التوزيع، والاستثمار في سلاسل الإمداد المستقرة.