شيلدن فايرمان.. عبقري اختيار المواقع وسر نجاح مطاعمه المتنوعة
أميرة محمد
الأحد , 05-01-2025 6:25 م
AAA
شيلدن فايرمان
من متجر صغير للملابس في "برونكس" إلى امبراطورية مطاعم تمتد في نيويورك وواشنطن، قصة شيلدن فايرمان هي شهادة حية على قوة الإرادة والرؤية الواضحة.
فكرة بسيطة تولد نجماً
في ستينيات القرن الماضي، وبينما كان يتسكع في حي "غرينيتش فيليدج" الصاخب، خطرت لفيرمان فكرة بسيطة: مطعم يعمل على مدار الساعة يقدم وجبات ليلية وإفطار.
بدأت الفكرة كحلم، وتحولت إلى واقع في عام 1964 عندما افتتح "ذا هيب بيغل" بتكلفة زهيدة.
نجاح أسطوري يجذب المشاهير
سرعان ما اكتسب "ذا هيب بيغل" شهرة واسعة، واستقطب زبائن من المشاهير مثل وودي آلن وباربارا سترايساند.
هذا النجاح الباهر دفع فايرمان إلى مقدمة صناعة المطاعم في نيويورك، وكان عمره آنذاك لا يتجاوز العشرين.
إمبراطورية مطاعم قوية
اليوم، وبعد أكثر من خمسة عقود، تمتلك "مجموعة فايرمان للضيافة" تسعة مطاعم فاخرة، وتحقق إيرادات تقدر بـ 60 مليون دولار سنوياً.
ورغم هذا النجاح الهائل، لا يزال فايرمان محافظاً على تلك اللمسة الشخصية التي ميزت بداياته.
سر النجاح
يقول فايرمان: "لم يكن لدي أي مرشدين في عالم الأعمال، لذا تعلمت الصبر والمثابرة."
في عالم حيث يغلق 60% من المطاعم الأمريكية أبوابها خلال السنوات الثلاث الأولى، يبقى شيلدن فايرمان استثناءً بارزاً.
فبعد أكثر من نصف قرن في هذه الصناعة، لا يزال فايرمان يعتبر أحد أبرز رواد المطاعم في نيويورك.
مخاطرة محسوبة
إن اختيار قطاع المطاعم، وخاصة في مدينة صاخبة مثل نيويورك، هو بحد ذاته مغامرة.
فالمنافسة شرسة، والإيجارات مرتفعة، والتوقعات عالية. ومع ذلك، فإن فايرمان يرى أن السر وراء نجاحه يكمن في تركيزه على عنصر واحد: الضيافة.
بدأ كل شيء مع "ذا هيب بيغل"، ذلك المطعم الصغير الذي افتتحه فايرمان في الستينيات.
ومنذ ذلك الحين، توسعت إمبراطوريته لتشمل مطاعم متنوعة، من المطاعم الفاخرة مثل "تراتوريا ديلآرت" إلى المطاعم الكلاسيكية مثل "بروكلين داينر".
الضيافة هي المفتاح
يؤمن فايرمان أن الزبائن يتذكرون التجربة الشاملة أكثر من الطعام نفسه.
يقول: "لكل شخص نوع بيتزا مفضل، لكن ما يتذكره الزبائن هو الإحساس الذي شعروا به في المطعم."
رأي النقاد
يشارك آدم بلات، أحد أبرز نقاد المطاعم في نيويورك، هذا الرأي. فهو يرى أن فايرمان هو بمثابة مخرج مسرحي، حيث يقدم في مطاعمه تجربة شاملة تجمع بين الطعام الجيد والجو الممتع.
تعتبر قصة شيلدن فايرمان درساً قيماً لأي شخص يفكر في دخول عالم المطاعم.
ففي عالم يسعى فيه الجميع لتقديم أحدث الابتكارات، يذكرنا فايرمان بأهمية العودة إلى الأساسيات، مثل تقديم خدمة عملاء ممتازة وخلق جو مريح.
في عالم المطاعم المتقلب، يتميز شيلدن فايرمان بقدرته على الحفاظ على نجاح مطاعمه على مر السنين.
فبالإضافة إلى تركيزه على الضيافة، يمتلك فايرمان حساً تجارياً حاداً يتمثل في اختيار المواقع الاستراتيجية وتقديم قيمة مقابل المال.
مواصفات موحدة
رغم تنوع مطاعمه، إلا أن هناك بعض السمات المشتركة بينها جميعاً.
فجميعها تتميز بمساحاتها الواسعة، وتصميمها الداخلي المميز، وقوائم طعامها المتنوعة والتي تقدم قيمة مقابل السعر.
كما أن أسعارها تنافسية مقارنة بالمطاعم الأخرى في المنطقة.
أهمية الموقع
يؤمن فايرمان بأن الموقع هو أحد أهم عوامل نجاح أي مطعم. فهو يمتلك حساً خاصاً باختيار الأماكن التي يمكن أن تجذب أكبر عدد من الزبائن.
ويقول آدم بلات، ناقد المطاعم، إن فايرمان "يمتلك أنفاً يشتم الموقع المناسب".
"بروكلين داينر" نموذجاً
يعد مطعم "بروكلين داينر" مثالاً واضحاً على نجاح استراتيجية فايرمان في اختيار المواقع. فالمطعم يستقبل حوالي 1200 زبون يومياً، مما يدل على شعبيته الكبيرة.
التوسع خارج نيويورك
في عام 2012، قرر فايرمان توسيع أعماله خارج نيويورك بافتتاح مطعم "بوند 45" في واشنطن.
في حين يرفض شيلدن فايرمان الشراكة مع المشاهير، فإنه يعتمد بشكل كبير على المستثمرين لدفع مشاريعه إلى الأمام.
هذه الشراكات، وإن كانت مفيدة من الناحية المالية، إلا أنها تأتي مع تحدياتها الخاصة، حيث يتعين على فايرمان التوفيق بين رؤيته الخاصة ورؤى المستثمرين.
شراكات استثمارية ناجحة
بدأ فايرمان في استقطاب المستثمرين في عام 1992 مع افتتاح مطعم "تراتوريا ديلآرت".
ومنذ ذلك الحين، أصبح الاعتماد على الاستثمارات الخارجية جزءًا لا يتجزأ من نموذج أعماله.
التعامل مع المستثمرين
يصف فايرمان المستثمرين بأنهم "رائعون"، لكنه يحذر من أهمية القدرة على الاستماع لانتقاداتهم.
ويقول ستيفن زاغور، المدير السابق لمطعم "تراتوريا ديلآرت"، إن مناقشة فايرمان يمكن أن تكون صعبة، حيث يتطلب الأمر أن تكون مستعدًا بحجج قوية.
الاعتراف بالفشل والتعلم منه
رغم نجاحاته العديدة، يعترف فايرمان بأن بعض مشاريعه فشلت. فمطعمه في شارع "أبر إيست سايد" مثلاً، عانى من خسائر مستمرة على الرغم من الجهود المتكررة لإصلاحه.
كما فشل مشروع شراكة لتأسيس فرع آخر لـ"بروكلين داينر" في دبي.
في حين يحظى شيلدن فايرمان بشهرة واسعة كواحد من أبرز رواد المطاعم في نيويورك، إلا أن مسيرته المهنية لم تخلو من التحديات والانتقادات.
فإلى جانب النجاحات التي حققها، واجه فايرمان العديد من القضايا الشائكة، بدءًا من معاملة الموظفين وصولًا إلى الدعاوى القضائية.
إن التركيز الشديد على الضيافة، وهو أحد أركان فلسفة فايرمان في إدارة المطاعم، قد تسبب في بعض المشاكل. فقد اشتكى العديد من الموظفين من أن شعار "الزبون دائمًا على حق" يؤدي إلى وضعهم في مواقف صعبة، وأنهم يتعرضون لضغوط كبيرة لتلبية جميع طلبات الزبائن، حتى تلك غير المعقولة.
دعوى قضائية
في عام 2006، تعرضت "مجموعة فايرمان للضيافة" لضربة كبيرة بعد رفع موظفيها دعوى قضائية يتهمون فيها الشركة بتقليص الأجور وتجميدها.
وقد أدت هذه القضية إلى تسوية مالية كبيرة، مما أثر سلبًا على سمعة الشركة.
رغبة لا تتوقف في التجديد
رغم كل هذه التحديات، لا يزال فايرمان يتمتع بشغف كبير تجاه صناعة المطاعم.
حيث عمل مؤخرًا على مشروع جديد لمطعم يقدم أكلات سريعة بطريقة غير تقليدية.